الأربعاء، 24 يوليو 2013

علي هامش الانتفاضة .!


ايران كانت درسا قاسيا للأمريكان فمن حينها لا يتركون معارضة الا ويتواصلون معها ولا يلمحون اي بوادر تغيير الاويتم التعامل معها فورا ووضعها في مسار لا يضر بمصالحهم .. وبنزول الملايين الي الشوارع قضي الامر ولكن ينبغي تعبئتها اعلاميا خلف قواتها المسحلة ليتم استدعاؤها في أي لحظة مستغلين في ذلك المخزون العاطفي لدي الجماهير تجاه الجيش وثقتهم في فحولته ...
ثم يعطيه مجموعة من الاوراق 

قبيل خطاب السيسي الذي تنتظره الملايين محتشدين أمام شاشات التلفاز 

يقف أمام الكاميرات ينظر فيما أمامه من ورق ..يتأمل كلمات  الثعلب العجوز ..
يتذكر خطابه الذي القاه قبل 30 يونيو ..فيبتلع غصة في حلقه ...يتذكر موقف مؤسسته العسكرية وقتها 
كل شئ مجاب ولكن الاختراق قائم علي قدم وساق ومشاكل مفتعلة للجيش كل يوم ..كان يعلم انه لن يصل الي سن عنان او طنطاوي الا وستوجد داخل الجيش ولاءات جديدة قادرة علي احداث انشقاقات في اي وقت ولها نصيب غير قليل من الامبراطوية الاقتصادية وفي وجود دعم أمريكي مطلق للأخوان ..  ماذا عساه أن يفعل ؟! لم يكن في مقدوره سوي ابلاغهم أنه يقف علي الحياد ولن يتحرك الا بعد أن تملأ الحشود الميادين .. ساعتها لن تدعم أمريكا نظام في وجه شعبه حتي النهاية كما قال هيكل ..ثم يبدأ البث المباشر ..

"فليبق كل فى مكانه.. أيها الأحرار: فليبق كل فى مكانه.. دمى فداء لكم."
فجأة تلمع في ذهنه كلمات صرخ بها جمال عبدالناصر بعد اطلاق الرصاص عليه في المنشية 1954.. أثناء مشاهدته لخطاب السيسي ..فيتعجب لم تذكرها الأن ؟!
وسريعا يزول العجب فكلاهما خطاب  تم التنكيل بالأخوان بعدها .
يدقق في ملامح السيسي للحظات ..فترتسم علي وجهه ابتسامة سخرية .. هيهات ! حاولوا كثيرا ارتداء قميص ناصر وفشلوا !
كم يحن ثعلبنا العجوز لهذا الزمن . الملايين تنتظر خطابات الزعيم من المحيط للخليج .. وفي أقاصي الشرق والغرب يخرجون الي الشوارع يحملون صوره ويهتفون باسمه ..القضية الفلسطينية .. دول عدم الانحياز .. حركات التحرر الافريقية ..ثورة اليمن ..تأميم القناة وتحدي الدول الكبري والعدوان الثلاثي ...كل ذلك جعل منه اسطورة تسكن خيال الشعوب عجز المال والسلاح عن ازالتها وياللعجب هزموه وخرجت الملايين تدعمه ...


تقل حدتهم في القاء الطوب والمولوتوف ..يبدو أنهم يفسحون الطريق لمن سيطلق الخرطوش ..يسرع فيختبئ خلف شجرة ..يجد ملثم يخرج من بين جمعهم ..يستعد بعصا غليظة ليهجم عليه بعد أن يطلق الخرطوش ..ولكنه يفاجأ به ينسحب من مكانه سريعا بعد الاطلاق ويذهب الي جهة اليسار ويلاحظ سرعته في "تلقيم الفرد "..و"تهويشه " لمن حاولوا الهجوم من الخلف دون أن يطلق النار ..فيستنتج أنه بلطجي مأجور .. لا يكفيهم كل ما يمتكلون من أموال وسلاح ورجال ..أيضا يستأجرون بلطجية وقتلة محترفين للاشبتاكات !! ما الحل ؟! كيف نتجنبهم حتي يوم 30 ؟!
فجأة يسمع من يصرخ باسمه ..يجري في اتجاهه .. من البطن للرقبة الدم يغطي ملابسه ... الغبي كعادته لم يستمع للنصيحة ويستدير عندما يسمع  الخرطوش ..يحمله فهو فاقد الوعي علي كتفه ويجري به كالمجنون بين الرصاص والطوب والمولوتوف 

 ..ليلة دامية انتهت في مستشفي الجامعة بالزقازيق  ب40 مصاب ..اربعة في حالة خطرة ..



رجل بدين أجش الصوت 
يصرخ في ثلاثة يبدو أنه كبيرهم .. احموا المقرات ..احموا المقرات ...لا تتركوا الكلاب الكفرة يحرقونها 
ارهبوهم اضربوا تجمعاتهم ..خوفهم الآن سلاحنا 



أكثر فئة يتم شحنها الآن في الجماعه هي الشباب .. وخطة الجماعة تدور الان في اطار ترهيب الشعب لعدم النزول يوم 30 ..باقي يومان لابد ان تطوف المسيرات كل بلدة وكل مركز .ثم يبدأو في مناقشة التجهيزات ليوم الجمعة ينظر في وجوههم يسأل نفسه  أيهم سيكون اول من يقتل ..؟المتهور ؟ أم أكثرهم اخلاصا ؟..أم من يكون علي خط النار ؟ أم أكثرهم سعادة في حياته ؟

  ..يلاحظ أحدهم حزين ويشرد كثير.. بعد الانتهاء يتبادل معه الحديث ليعرف سبب حزنه ..يخبره بأن من قتل اليوم اثناء الهجوم علي مقر الأخوان زميله ..ثم يحكي  ذكرياته معه ويتحدث عن خلقه ومواقفه وحرصه علي تنحية السياسة جانبا حتي عندما كان الاستقطاب علي اشده  ..ويخبره انه يريد حضور جنازته  ولكنه خائف من رد فعل اصدقاؤه واهله ان رأوه


ثم يسأل.. مات علي الحق ؟! 

نعم هو شهيد ! مات من أجل فكرة مؤمن بها ..هو في الجنة .نعم هو في الجنة .

بل قتله من أخرجه ..يخبره الآخر ..قتله من امره بالنزول لحماية طوب وحجارة ..قتله من اوصل البلاد لحرب اهلية ..قتله من يهددون بالجهاديين وبسيناريو سوريا .. الله أعلم بمصيره وان كان في الجنة أم لا ..ولكن هو ليس علي الحق ..وما يفعله الأخوان ليس له أدني علاقه بالاسلام .. لي أصدقاء من الأخوان ومن محبيهم أظن أن أحدهم سيقتل  وأعلم اني سأجزع جزعا شديدا ..ولكن لا يصح أن تطغوا عواطفي علي عقلي ..هو مخطئ ومات علي باطل وسأدعو الله له بالمغفرة !


شنطة سمسونايت ..مملئوة برزم اوراق مالية فئة 200 جنيه 
موضوعه علي منضدة صغيرة يجلس أمامها رجل عجوز سمح الوجه يبدو عليه الحزن
يتأملها ..
 انقذوا الشيشان ..انقذوا أفغانستان ..أنقذوا فلسطين ..انجدوا سوريا ..ويتبرع الملايين بمئات الملايين ويصعب اخراجها فتبقي وتستثمر في تلميع نجوم جديدة وكله في سبيل اقامة دولة الخلافة 
السيارة تأخرت .. والوضع مقلق وقد يأتون للقبض علي في أي لحظة 

السيارة لم تتأخر فعلا ولكن هذه المرة ليست سيارة فارهة من أموال التبرعات ولكنها سيارة شرطة جائت لتلقي القبض عليه
يجلس داخل البوكس 
يتأمل ما وصل اليه حاله 
ستفاوض الجماعة الآن لابقاء التنظيم سليم ولا يتكرر سيناريو 54 ولكن ما مصيري انا ؟!
ما مصير أحلامي 
سأعود كما كنت 
خطيب مسجد ومقدم برنامج ؟!
خليفة المسلمين ودولة الشريعة وسنحيا كراما 
كل هذا انتهي ؟!
يا حسرتا عليك يا اسد الاسلام !!

تتوقف السيارة 
يهبط منها 
يحرص احد الظباط علي تصويره فيديو بكاميرا الموبايل كما جائت اليه التعليمات 
ليسربه الي الاعلام

الفيديو تذيعه الcbc 
اتأمل نزلوه من البوكس وحركته الثقيلة 
أتذكر محمد محمود والعباسية ..وكيف تسبب في اراقة الدماء وكيف تبرأ وتنصل منها !!
كل ما أتمناه ان اراك مقتولا ياابن الامريكانية !

مئات الكتب والمقالات والمؤتمرات عن الاسلام السياسي ومذاهبه وحركاته وتنوع أهدافه وانه الوحيد القادر علي حكم هذه البؤرة من العالم 
ومع ذلك لا يصمد في الحكم أكثر من سنة وتخرج الجماهير في حشود لم ترها البشرية من قبل لتعلن رفضها له 
ضاع كل شئ ؟! 
ثم تبدأ ضحكات هيسترية كعادته عندما يتعرض لصدمة 

لا تقلق يا صديقي 
اوباما لن يترك حلفاؤه ولن يترك خطة الشرق الاوسط الجديد تفسدها مجموعة من الرعاع خرجت لاجل البنزين والكهرباء 

يعلو صوت ضحكاته أكثر وأكثر ماذا سيفعل اوباما لكل هذه الملاييين؟!
يتحداها ويخسر مصر كحليف الي الابد 
يعلن دعمه الكامل والمطلق لرئيس رفضه شعبه ؟!

نحن قوم تحكمنا المصلحة .. لذا نعترف بالهزيمة سريعا لنعيد ترتيب الصفوف حتي لا تأتي نكستنا علي الأخضر واليابس 

كل ما سيفعله اوباما توجيه اللوم لما حدث وابداء القلق ..كي لا يظهر بمظهر الفاشل المبدد لاموال أمريكا 
ثم يبدأ من جديد في ترتيب اوراقه



نعم قتلوا وهم يؤدون الصلاة !
وكل ما يذكره الاعلام عن هجوم علي مقر الحرس لتحرير مرسي لا يقنع طفل صغير 
أين من حاولواا الاقتحام ؟!
أين اسلحتهم المتطورة ..أم انهم كانو سيحرروه بالمولوتوف والخرطوش ؟!
لماذا لم يتعامل مع الاعتصام بقوات فض شغب مدربة علي مثل هذه المهام ؟!
واستخدم قدرة نيرانية هائلة كتلك. أصابت وقتلت كل هذا العدد 
ومعظم القتلي ان لم يكن الجميع اصابات مميتة في الرأس والرقبة ؟!


هي مجزرة ارتكبها السيسي عن عمد وتضاف الي سلسلة المجازر التي ارتكبها العسكر في حق الشعب  منذ بداية الفترة الانتقالية 
ولكن 
معني هذا أن اساند جماعة تسعي لهدم الدولة 
جماعة تتبني هجمات ارهابية علي الحدود 
جماعة تهدد بجيش مصري حر علي غرار الجيش السوري الحر 

سالتزم الصمت الي أن يرحلوا عن الميادين 
حينها لنا كلام آخر 
فكلاهما مجرم و لست ساذج ليبتزوا عواطفي ويدفعوني الي معركتهم لهدم الدولة




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق