دوما كنت الفاعل لا المفعول به
حسابات دقيقة فقرار لا ارجع فيه ولا يراجعني فيه احد
فامضاء علي الورق
فأناس تتحرك وشباب يهتف ورجال يملأون الدينا ضجيجا
هذا الثوري يخفف غضب الشارع ويبرر لهم مواقفنا
وفارس الشريعة يكسب ود السلفيين والحالمين بعودة الخلافة
وهذا رجل الحزب وذاك للبرلمان
ااااه يا اخوتي
يا من تربينا سويا
لم يتركوا احدكم الا وقد كسرت رقبته
وها انا اخركم في انتظار اعدامي صباحا
النوم غادرني منذ ايام
والاشباح تملأ علي حجرتي
عامل فقير كان يتمني من الثورة ان توفر لعياله حياة كريمة
وفتاة هتك عرضها
وشاب فقد عينه
واخر خلعت روحه
وام ثكلة
وطفل يتيم
و....
يكلموني ..يشيرون الي بأصبع الاتهام
يهجمون علي ليقتلوني
فأصرخ ..
فأفيق من غفلتي
لم يا نفس !
لم يا ضميري !!
لم تختلق هؤلاء !!
لم تعذبني برؤياهم !
ألم يكفيك ما حدث لي ولرجالي ؟!
وكما انني لست المسئول
فهناك مجلس عسكر يدير البلاد وعليه تقع كل المسئولية
مجلس العسكر بدونك وبدون رجالك
كان سيعجز عن فعل اي شئ
قد كنت ظهيرا له
تسوق قرارته
وتبرر مواقفه
تعقد معه الصفقات
بعد ان تخليت عن الثورة وعن شبابها
ونسيت اهدافها وبواعثها الاساسية وسعيت بكل ما اوتيت من قوة لتحقيق مكاسب الجماعة واطماعها السياسية
لولاك انت لما حدث كل هذا ...
متي يأتي الصباح ..قد سئمت الحديث مع النفس وسئمت تلك الاشباح
أعزائي
هذا مشهد من فيلم هابط يدعي "اعدام مرشد " ينتظره الجميع بفارغ الصبر
ظانين بأنه النسخة الحديثة من فيلم "ناصر والاخوان 1954"
ولكني اقولها لكم
انتم واهمين
فشتان بين الاثنين
الاول ..انقلاب عسكري بقيادة شباب طامحين طامعين في الحكم سانده الاخوان ..وحين اختلفوا علي القسمة ..اقصاهم ناصر
اما الثاني
..ثورة شعب ضد الفقر والجوع والمذلة
ثورة ازالت حاجز الخوف
وذلك هو حجر الزاوية
حاجز الخوف ...
الجميع يخشاه ويتمني اعادته
ويراجع قراره قبل اصداره
خوفا من رد الفعل
نعم الميدان يمر الان بأحدي فترات الانهاك
ولكن هذا لا يمنع ان يعود لقوته اذا اقترفوا خطأ فادحا
ويدرك مكتب الارشاد ومجلس العسكر هذا جيدا
لذا لن يحدث تصادم بينهم
فيقع احدهم فريسة ثم يلحق به الاخر
بالاضافة الي عوامل فرعية اخري
منها الرعب الاخواني من تكرار نموذج 1954
لذا تجنبوا كل الاخطاء
وقسموا الوليمة بدقة منذ البداية
وما تراه الان من حرب البيانات ومسلسل سحب الثقة ومعركة اللائحة التي تشغل الحركة الطلابية
ماهي الا "افتكاسة "لغض بصر المجتمع عما يحدث في دستور البلاد
وذلك بالطبع لا ينفي حدوث خلاف
لكنه خلاف تكتيكي بسيط ..خلاف عائلي
وكما تقول جدتي
"الست مالهاش غير بيت جوزها "
"ظل طنطاوي ولا ظل حيطه "
بقلم / طاهر رضوان