ليست المرة الاولي وعلي يقين بأنها ليست الاخيرة علي يقين بأنهم لن يتركوه قبل أن يضاف الي اسمه لقب الشهــيد
ياربي.. تنتابني قشعريرة
لا لن يموت ..سينجيه الله من كيدهم
طرقت الباب
واذا به يفتحه !!!!
تعجبت كثيرا
واحسست بأني اعطيت الموضوع أكثر مما يستحق
حمدت الله
ثم احتضنته
حينها تألم بشدة
يبدو اني ضغطت علي مكان الاصابة
من شدة ألمه أدركت ان الاصابة خطيرة
ولكنه كعادته لا يبالي
والبركة في المنشطات
جلس علي سريره
وجلست علي المقعد المجاور
سألته عن مكان الاصابة بالضبط ..
وحين عرفت تعجبت ولسان حالي يقول
"زي القطط بسبعة ارواح "
...بضعة مليمترات وكان قضي الامر
وكالعادة لم اراعي ظروفه الصحية
واخذت استغله فكريا
اسأله فيجيب
فاستفسر فيوضح
فاتعجب فيوضح اكثر
فاصمت قليلا
ثم سؤال اخر
ثم اجابة ثم....
الي ان طرق الباب
ولحسن الحظ كان صديقنا الثالث
حينها احسست بأنه يوم جميل وسيخرجني من الحالة الشعورية السيئة التي أعيشها
حضر وحضرت معه البهجة
وكانت اولي اسئلته المحورية
عن سبب تغير لون صاحبنا ونقص وزنه
كأنه لم يكن معه حين اصابته الرصاصة وكاد يفارق الحياة
ضحكنا من قلوبنا ..ثم صمتنا ..ثم بدأ الحزن يخيم ..حين تذكرنا يوم الاصابة ..ثم قال
مواكب الشهداء لا تتوقف
واسرة المصابين لا تفرغ
والاوضاع تزداد سوءا يوما بعد يوم
ومع ذلك الشعب صامت.بل يزداد صمتا
الي متي لا ادري ؟؟
اعتدل في جلسته
حينها تألم قليلا
ثم بدأ يوضح له ..ان الشعب يسمع ما يحب وان لم يجد ما يحب سيبحث عنه ..ولا تلق باللوم عليهم ...فهم خائفون علي لقمة العيش ..علي الاستقرار ..علي الامن ..نعم كلها اشياء مقترنة بالمهانة والذل ..ولكنهم راضون بها ..ايضا يا صديقي ..لا تطلب من شخص يعمل أكثر من ستة عشر ساعة يوميا كي يطعم اسرته ..لا تطلب منه ان يقاتل من اجل الثورة واهدافها ..يا صديقي البطون الخاوية لا تعرف الحب
حينها ابتسمت ..
ولاحظا ذلك
ولا ادري كيف تحول الحوار من السياسة والثورة الي الحب
حكي صاحبنا عن رؤيته للحب
واخذ يتساءل لماذا دائما تفشل اول تجربة
رغم انها أكثرهم احلاما وشدهم عواطف
"لانك يا صديقي في اول تجربة ..تبحث عن الحب ...لذا لن تجده ..الحب يعرف طريقك ويعرف كيف يدخل الي قلبك
"
هكذا عقب عليه الاخ الاكبر
ثم نظرا الي ويبدو انه دوري كي اتحدث ...وادلو بدلوي في الحوار ..ولكني صمت ...
حينها قال "الاخ الاكبر ..ولنسمه "ميم "كي لا يختلط عليكم الامر "..ألن تخبرني عمن كنت تكتب لها منذ فترة ثم توقفت ؟؟
"لا داعي للحديث عن ذلك
"
لماذا ..؟؟
لانها ماتت ..او بالاصح ..ستموت ..فقررت ان اكون سباقا واقتلها بنفسي ..
مهلا ..مهلا
ماذا تقول ..ماتت وستموت وقتلتها ؟؟ !!!
كيف هذا ؟؟
حين تتعلق باحداهن ..تقضي ليلك تفكر فيها تحب حضورها حديثها ..تشتاق لرؤيتها ..تغار عليها ..ثم تصارحها ..فتبادلك نفس المشاعر ...فتقترب منها اكثر ..وتعيش معها اجمل قصة حب ...حتي تشعر بأنها أصبحت جزء منك ...تتقدم لخطبتها ..يرفضك أهلها وبكل سهولة تنصاع لرغبتهم ..وترسل لك خطاب . انها رغبة اهلي ولابد للفراق ان يحدث
ثم تغلق في وجهك كل الابواب ...الا اعتبرها حينها ماتت
ومادامت تنصاع لرغبة اهلها هكذا
اذن ستتزوج من يرضون عنه
حينها سأري من احببت تزف الي رجل اخر
حينها ستموت
أليس اولي بي ان اقتلها من الان
اقتلها في خيالي ..أقنع نفسي بأنها ماتت .حتي لا يأتي هذا اليوم ولا يزال قلبي معلق بها
هذا تناقض لن ترضاه نفسك ولن تتكيف معه
ماذا ستفعل ان لقيتها يوما ؟؟
سأقول لنفسي ليست هي ..انما هي فتاة تشبهها ..يجمعهما الاسم والملامح والابتسامة والمرح والمشاغبة وحب الاطفال واللون الاحمر ...سأقول لنفسي ليست هي ...فحبيبتي لم ولن تقسو علي أبدا ..تلك فقط فتاة تشبهها ...
يبدو ان عيناي خانتني كالعادة
لذا وجدت "ميم "يمسك بيدي
رفقا بنفسك
فيكفيها ما حدث
ولا تظلم حبيبتك ..وانظر الي الموضوع نظرة كلية
فنحن نعيش في مجتمع شرقي ..البنت لا تملك من امرها شيئا ..
ليس ضعفا منها ..بل يسلبوها ارادتها منذ ان تولد ..
كل ما في حياتها يحدده الاب او الاخ ..المظهر.. الاصدقاء
طريقة التعامل ..كل شئ مفروض عليها
فهي في النهاية مرغمة علي كل شئ بفعل التربية والمجتمع وليست لديها رفاهية الاختيار
ولكن ما كل تلك الكأبة ؟؟!!
اتــراها تزوجت ..أتراها رحلت عنك
