الأربعاء، 20 يونيو 2012

أحمد ..!!!





بيت العائلة القديم 


الساعة السابعة مساءا 


درجة الحرارة مرتفعة 


يشعر بضيق من درجة الحراة 
ينظر الي ما يرتديه 


يتعجب لماذا ارتدي هذا !!!


انه ملبس شتوي ..


ينادي علي اخيه الصغير ..لا يرد ..يذهب ويدخل عليه الغرفة 
يجده يلعب ببعض الاشياء القديمة 


ينهره.. فهي متسخة بفعل الاتربة 


يأخذه ويغادرا المنزل 


عدة خطوات ..يتوقف .. يسأله اخاه ..  لماذا توقفت؟؟


لا يرد ..


..يلتفت الي المنزل ...وينظر اليه ..ويطيل النظر ..


في هذه الشرفة كانت تقف جدتي تنتظر من لا يعود أبدا 


هنا كان يسكن عمي ...وهنا عمي الاخر ...طالما لعبنا انا وأخي امام البيت ...من هنا كنا نشتري الحلوي ...ينظر الي محل البقالة ...يتذكر ان صاحبه قد رحل منذ سنين ..


في بضع ثوان يغرق في بحر الذكريات 
لا يفيقه 
سوي الشروخ الممتدة في الجدار 


تلك الشروخ تعني ان الزمن لا يعود الي الوراء 


يشده اخيه الصغير من يده 
يسأله ...ماذا ننتظر ..؟؟


ينظر اليه ..."حينما كنت في مثل سنك ..كانت  احلامي جميلة ..كنت اقول لنفسي متي اكبر وأصبح مثل أبي ..متي ..؟؟


ما اجمل عالم  الاطفال وبرائتهم 


يبدأن في التحرك 


بعد عشرون عاما 
أتري ستقف مثلي هكذا 
يعذبك حاضرك وتأكلك ذكرياتك 


تتركك أمك وترحل عن الدنيا   ..صدمة ..قشعريرة ...دموع ...حزن مقيم ..مرض الاب ..رحيل ..جنازة ..عزاء ..أيام بلا ملامح ..تعيش مع من رحلوا في أحلامك ...وتقضي نهارك ما بين عملك وصلاتك ..لا شئ غير هذا !!


ثم يأبي الواقع ان تعيش مع ذكرياتك ..الاخ الاكبر يريد الاستحواذ علي كل شئ ..مشاكل... خصومة..قضية ..محكمة ..تأتي الي بيت العائلة بحثا عن بعض الاوراق ...


ااااه ..


يخرج علبة السجائر من جيبه 
يجدها فارغة 


يتجه الي أحد المحلات ليشتري واحدة ..هناك يقابل ابن خالته 


تبتهج نفسه عندما يراه ..لدرجة تعجب ابن خالته فعلاقتهما ليست قوية لهذه الدرجة ..


يسأله  عن  الطفل 
يخبره بأنه أخيه الصغير..أخيه من أبيه ..أنجبه قبل أن يموت من أمرأة تزوجها بعد وفاة أمه ..أخبره بهذا سريعا ..فهو يعرفه ..كثير الاسئلة ..مستغلا أن الطفل ابتعد عنهم قليلا ..ليأخذ بعض الحلوي 


يأخذ علبة السجائر ..يلتفت الي اخيه الصغير ليري ماذا أخذ من الحلوي ..ليدفع ثمنها ..
لا يجده ..


أين ذهب ..يسأل ابن خالته ..أين أحمد ..؟؟


لا ادري ..


ينتفض قلبه ..ويصرخ ..يندفع خارج المحل .. لا يجده 


يصرخ باسمه ..يجري في اتجاه المنزل ...لعله عاد الي هناك ...يصرخ باسمه ...أحمد 


فجأة ..يجد من يجري بجانبه ...انهم أصدقاؤه ..
ظهروا جميعا ..كيف ومن أين ..لا يدري ..


حينها ادرك انه يحلم ...


الهاتف يرن... يستيقظ ...ينظر الي الاسم ...


صديق قديم ..
قبل ان يرد ..يسأل نفسه ما هذا الحلم الغريب ...


انا ..أخي صغيرا ...قضية الميراث المنتهية منذ عشر سنوات ...بيت العائلة ..تم بيعه وهدمه ...!!!


أصدقائي ...!!!!


يتكلم مع صديقه ..يتبادلان التحية ...يطلب منه ان يلقاه قريبا ...يتفقان علي موعد ...يغلق الهاتف 


"فيه الخير "...


يفكر في حلمه الغريب مرة اخري 
يتذكر ان صديقه هذا هو الوحيد الذي لم يره في حلمه 


يتعجب ...كأنه مكالمته هذه لاكمال الحلم ..


الحلم ...أحمد في خطر ...!!!


لا ..لا ..هذا مجرد حلم..!!


ينهض من سريره يبحث عن علبة السجائر ..


فارغة..!!!!!!!!!!


يخرج مفزوعا من الغرفة 


ينادي علي أحمد ..يسأل زوجته ..


لقد تأخر عن موعد حضوره وهاتفه مغلق 
ولم ارد ان اقلقك ........!!!!!!!








طاهر رضوان 



الأحد، 3 يونيو 2012

شيزوفرنيا ..!!!!

 في احدي جوانب الغرفة يلهو بمكعباته الجميلة 

يبني هرما ثم يهدمه 
يصنع منها مسدسا ..يلعب به قليلا ثم يفككه 
وبين مكعباته وفي عالمها الصغير يمر يومه حتي تعود امه من العمل 


لمــاذا يا فاطمة ..؟؟


أفزعه صوت جدته وهي تنهر فاطمة 
ولكن من فاطمة التي تنهرها جدته 


ولا يوجد غيرهما في الغرفة 


لم يهتم وعاد للاندماج في لعبته مرة أخري 


"قلت لك لا تفعليها ..؟!!"




أفزعته مرة أخري 


ترك لعبته وأخذ يتابعها 


تجلس علي سريريها أمام التلفاز 
تعد قهوتها ببطئ ودقة 
وتتحدث بصوت منخفض 


تبتسم ..تغضب.. تضحك.. تصمت ..ثم تواصل الحديث 




دون ان يدري أخذ يقلدها 


خذي هذه يا فاطمة ..ضعي هذا المكعب هنا يا فاطمة 
اذهبي يا فاطمة لن العب معكي 
وهكذا حتي عادت والدته من العمل 


أعدت لهم طعام الغداء 
تناولاه 
واخذ ينظر الي جدته 
ثم أشار اليها ..فنظرت اليه 


سألها ..من فاطمة ..؟؟
جدته لم تدرك ماذا يقول ..فهي تعاني مشكلة في السمع 


فاطمة هي أخت جدتك وقد سافرت منذ سنوات 


أين سافرت ..؟
سافرت بلاد بعيدة ...


متي ستعود ...؟؟


الله اعلم ..


صمت الطفل 


متي سيأتي علي يا أمي ..؟؟


يوم الجمعة 


باقي الاربعاء والخميس .."الطفل يحدث نفسه "حتي اري علي والعب معه 


دخل غرفته وامسك بالمكعبات 
واخذ يحدث علي ويلعب معه 
"علي اخوه الاكبر ويعيش مع والده بعد انفصال الاب والام "


ومر الاربعاء والخميس 
وأتي يوم الجمعة 
وعلي عكس كل جمعة 
رفض علي ان يلعب المكعبات فهي لعبة مملة 
حزن الطفل 
واخذ مكعباته وذهب الي غرفة اخري فالغرف كثيرة في هذا البيت المتهالك 


واخذ يلعب ولكن ليس مع علي هذه المرة  ..مع فاطمة ..حتي تشاجر معها ..فعاد للعب مع علي مرة اخري 
وهكذا 
حتي دخلت امه الغرفة 


تفاجئت ..ماذا تفعل ..؟؟
مع من تتحدث ..؟
أتقلد جدتك .؟!!


تريد ان يقولوا عليك مجنونا مثلها 
ونهرته بشدة ..فبكي 
فأخذته وغسلت وجهه واخذت توضح له في هدوء ان ما يفعله خطأ وان هذا وهم وليس به جمال او متعة 
المتعة في اللعب الحقيقي وليس في الوهم 


تركته وعاد الي غرفته وقد وعدها الا يفعل هذا أبداا


دخل غرفتة  ومن يومها  لم يدخلها   الا ويتأكد انه اغلق الباب جيدا 






في الغرفة لعب مع علي وفاطمة والكثير من اصدقاؤه 
في الغرفة عاش مع جدته بعد أن رحلت بالسرطان 
في الغرفة قتل زوج أمه 
في الغرفة عاش مع من أحبها دون ان يخبرها 


في الغرفة كانت له أيام 




انتهت جلسة اليوم ولنكمل المرة القادمة ...


يتبع ...