بيت العائلة القديم
الساعة السابعة مساءا
درجة الحرارة مرتفعة
يشعر بضيق من درجة الحراة
ينظر الي ما يرتديه
يتعجب لماذا ارتدي هذا !!!
انه ملبس شتوي ..
ينادي علي اخيه الصغير ..لا يرد ..يذهب ويدخل عليه الغرفة
يجده يلعب ببعض الاشياء القديمة
ينهره.. فهي متسخة بفعل الاتربة
يأخذه ويغادرا المنزل
عدة خطوات ..يتوقف .. يسأله اخاه .. لماذا توقفت؟؟
لا يرد ..
..يلتفت الي المنزل ...وينظر اليه ..ويطيل النظر ..
في هذه الشرفة كانت تقف جدتي تنتظر من لا يعود أبدا
هنا كان يسكن عمي ...وهنا عمي الاخر ...طالما لعبنا انا وأخي امام البيت ...من هنا كنا نشتري الحلوي ...ينظر الي محل البقالة ...يتذكر ان صاحبه قد رحل منذ سنين ..
في بضع ثوان يغرق في بحر الذكريات
لا يفيقه
سوي الشروخ الممتدة في الجدار
تلك الشروخ تعني ان الزمن لا يعود الي الوراء
يشده اخيه الصغير من يده
يسأله ...ماذا ننتظر ..؟؟
ينظر اليه ..."حينما كنت في مثل سنك ..كانت احلامي جميلة ..كنت اقول لنفسي متي اكبر وأصبح مثل أبي ..متي ..؟؟
ما اجمل عالم الاطفال وبرائتهم
يبدأن في التحرك
بعد عشرون عاما
أتري ستقف مثلي هكذا
يعذبك حاضرك وتأكلك ذكرياتك
تتركك أمك وترحل عن الدنيا ..صدمة ..قشعريرة ...دموع ...حزن مقيم ..مرض الاب ..رحيل ..جنازة ..عزاء ..أيام بلا ملامح ..تعيش مع من رحلوا في أحلامك ...وتقضي نهارك ما بين عملك وصلاتك ..لا شئ غير هذا !!
ثم يأبي الواقع ان تعيش مع ذكرياتك ..الاخ الاكبر يريد الاستحواذ علي كل شئ ..مشاكل... خصومة..قضية ..محكمة ..تأتي الي بيت العائلة بحثا عن بعض الاوراق ...
ااااه ..
يخرج علبة السجائر من جيبه
يجدها فارغة
يتجه الي أحد المحلات ليشتري واحدة ..هناك يقابل ابن خالته
تبتهج نفسه عندما يراه ..لدرجة تعجب ابن خالته فعلاقتهما ليست قوية لهذه الدرجة ..
يسأله عن الطفل
يخبره بأنه أخيه الصغير..أخيه من أبيه ..أنجبه قبل أن يموت من أمرأة تزوجها بعد وفاة أمه ..أخبره بهذا سريعا ..فهو يعرفه ..كثير الاسئلة ..مستغلا أن الطفل ابتعد عنهم قليلا ..ليأخذ بعض الحلوي
يأخذ علبة السجائر ..يلتفت الي اخيه الصغير ليري ماذا أخذ من الحلوي ..ليدفع ثمنها ..
لا يجده ..
أين ذهب ..يسأل ابن خالته ..أين أحمد ..؟؟
لا ادري ..
ينتفض قلبه ..ويصرخ ..يندفع خارج المحل .. لا يجده
يصرخ باسمه ..يجري في اتجاه المنزل ...لعله عاد الي هناك ...يصرخ باسمه ...أحمد
فجأة ..يجد من يجري بجانبه ...انهم أصدقاؤه ..
ظهروا جميعا ..كيف ومن أين ..لا يدري ..
حينها ادرك انه يحلم ...
الهاتف يرن... يستيقظ ...ينظر الي الاسم ...
صديق قديم ..
قبل ان يرد ..يسأل نفسه ما هذا الحلم الغريب ...
انا ..أخي صغيرا ...قضية الميراث المنتهية منذ عشر سنوات ...بيت العائلة ..تم بيعه وهدمه ...!!!
أصدقائي ...!!!!
يتكلم مع صديقه ..يتبادلان التحية ...يطلب منه ان يلقاه قريبا ...يتفقان علي موعد ...يغلق الهاتف
"فيه الخير "...
يفكر في حلمه الغريب مرة اخري
يتذكر ان صديقه هذا هو الوحيد الذي لم يره في حلمه
يتعجب ...كأنه مكالمته هذه لاكمال الحلم ..
الحلم ...أحمد في خطر ...!!!
لا ..لا ..هذا مجرد حلم..!!
ينهض من سريره يبحث عن علبة السجائر ..
فارغة..!!!!!!!!!!
يخرج مفزوعا من الغرفة
ينادي علي أحمد ..يسأل زوجته ..
لقد تأخر عن موعد حضوره وهاتفه مغلق
ولم ارد ان اقلقك ........!!!!!!!
طاهر رضوان