الاثنين، 30 يناير 2012

علاء الاسواني يكتـــب ..مــاذا نتوقــع مـن الاخــوان والسـلفــين ..؟؟




الأستاذ طارق البشرى قاض جليل ومؤرخ عظيم تعلمنا من كتبه القيمة تاريخ مصر الحديث لكنه ينتمى فكرياً على الأقل إلى تيار الإسلام السياسى. الأستاذ البشرى يعلم بالطبع أن أى ثورة عندما تنجح فى إسقاط نظام الحكم فإن الدستور الناشئ عن النظام المنهار يسقط تلقائياً ويكون على الثورة صياغة دستور جديد يحقق أهدافها.. هذه حقيقة يعرفها الأستاذ البشرى جيداً، وبالرغم من ذلك ففى أعقاب نجاح الثورة المصرية وخلع «مبارك» بدلاً من أن يصر الأستاذ البشرى على كتابة دستور جديد فوجئنا به يطيع المجلس العسكرى ويقبل رئاسة لجنة شكلها من أجل إجراء تعديلات محدودة على دستور 1971.


قام المجلس العسكرى باستفتاء المصريين على تعديلات «لجنة البشرى» ثم انقلب على نتيجة الاستفتاء وأعلن دستوراً مؤقتا من 63 مادة دون أن يستشير المصريين. وقد كانت نتيجة تعاون الأستاذ البشرى مع المجلس العسكرى حرمان مصر من دستور جديد، كان كفيلاً بأن يقودنا إلى المسار الصحيح بدلاً من النفق المظلم الذى أدخلتنا فيه لجنة الأستاذ البشرى، وها نحن بعد عام كامل نسعى للخروج منه ولا نستطيع.. السؤال هنا: كيف لرجل فى علم ونزاهة ووطنية الأستاذ البشرى أن يؤدى مهمة يعلم يقيناً أنها تعطل مسار الثورة؟.. الإجابة أن الأستاذ البشرى أراد بلجنته أن يضمن التفوق السياسى لجماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها. كانت مصلحة الإخوان المسلمين تستدعى التحالف مع المجلس العسكرى والانصياع لإرادته، وأحب الأستاذ البشرى أن يحقق مصلحة الإخوان المسلمين لأنها فى عقيدته هى مصلحة مصر.


واقعة أخرى: ارتكب جنود الشرطة والجيش انتهاكات بشعة ضد المتظاهرين فى ثلاث مذابح متوالية: ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء.. قتلوا المتظاهرين بالرصاص الحى وفقأوا عيونهم بالخرطوش وقاموا بسحل البنات والسيدات وهتكوا أعراضهن ووصلت المأساة إلى ذروتها فى مشهد الفتاة المسحولة التى عروها من ثيابها وضربوها على جسدها العارى بالأحذية.. أثارت هذه الوحشية استنكار العالم كله إلا أن شيخاً شهيراً ظهر على قناة دينية ومعه اثنان من مشايخ السلفيين، وقد وجد الثلاثة فى سحل بنات مصر وهتك أعراضهن موضوعا للفكاهة، حتى إنهم بذلوا جهداً كبيراً ليسيطروا على ضحكاتهم. عندما أصدر الدكتور البرادعى بياناً يستنكر فيه هتك أعراض المتظاهرات عقب عليه الشيخ المذيع قائلا بتهكم:


ــ يا واد مؤمن!! كلهم (يقصد الليبراليين) عملوا متدينين دلوقت.


وعندما نشرت الصحف أن بنتاً منتقبة قد تم سحلها ودهسها تحت أحذية جنود الجيش.. قال الشيخ المذيع:


ــ هو إحنا نعرف مين اللى نقبها دى؟!. ما يمكن تكون مدسوسة عشان تعمل فتنة بين السلفيين والجيش.


الفكرة واضحة ومهمة، فالشيخ المذيع الذى يقيم الدنيا ولا يقعدها إذا منع البوليس امرأة من ارتداء النقاب فى دولة غربية (بحكم القانون هناك) ـ لا يحرك ساكناً إذا انتهك عرض امرأة مصرية منتقبة لأنها ليست تابعة لجماعته ولا يعرف من الذى نقبها.. الشيخ المذيع لا يتصور وجود الفضيلة خارج جماعته. لا يمكن فى نظره أن تكون صاحب ضمير وتستنكر هتك الأعراض إلا إذا كنت متديناً ولا يمكن أن تكون متديناً إلا إذا كنت مسلماً ولا يمكن أن تكون مسلماً إلا إذا كنت منتمياً للإخوان والسلفيين.. كل ما يحيق بالناس من ظلم أو اعتداء على آدميتهم لا يستوقف الشيخ المذيع كثيراً ما دام الضحايا من غير جماعته، وكل ما يحقق مصلحة الإخوان والسلفيين هو من صحيح الدين، وكل ما قد يؤخر وصولهم إلى الحكم يعتبره الشيخ دسائس أو على الأقل أشياء تافهة لا يجوز الالتفات إليها حتى لو كانت جرائم قتل وهتك أعراض.


الواقعة الثالثة.. فى رد فعل عفوى على هتك أعراض بنات مصر بواسطة أفراد الشرطة والجيش، خرجت مسيرة من السيدات والبنات تحت عنوان «حرائر مصر» لتدين انتهاك أعراض زميلاتهن.. هنا خرجت أمينة المرأة فى الحزب التابع للإخوان المسلمين، الدكتورة منال أبوالحسن، لتتهم المتظاهرات بأنهن ممولات من الخارج ولهن أجندات خارجية (نفس اتهام «مبارك» لمعارضيه)، بل أضافت الدكتورة منال أن «المعتصمين فى الخيام غارقون فى النجاسة...».


المنطق نفسه: الدكتورة منال لا تهتم إطلاقاً بسحل البنات وهتك أعراضهن لأنهن لسن عضوات فى الإخوان، وبالتالى فهى لا تتحرج من اتهام عشرات الألوف من المتظاهرات بالخيانة والعمالة والنجاسة مادام تظاهرهن قد يؤدى إلى تأخير وصول الإخوان إلى الحكم.. منذ شهور كتبت مقالاً فى هذا المكان ذكرت فيه أن الإسلام قد حدد مبادئ عامة للحكم الرشيد هى ذاتها مبادئ الديمقراطية: الحرية والعدل والمساواة، لكنى أكدت أيضاً أن الإسلام لم يحدد نظاماً معيناً للحكم. بمجرد نشر المقال تلقيت عشرات الرسائل ليس فيها إلا شتائم مقذعة، بل إن إحدى القنوات الدينية خصصت حلقة كاملة من أجل إهانتى والانتقاص من دينى ووطنيتى (مازلت مندهشاً كيف يقدم على هذه البذاءات من يزعمون انتسابهم للدين).. فى الشهر الماضى صدر تقرير رسمى عن لجنة الفتوى بالأزهر الشريف تكرر فيه رأيى وتقول بالنص: «إن الإسلام لم يحدد قط نظاماً معيناً للحكم». وقد مر رأى لجنة الفتوى بسلام فلم يعترض أحد ولم يشتم أحد شيوخ الأزهر. هكذا فإن بعض المنتمين للإسلام السياسى يستدلون على الحق بالرجال بدلاً من أن يستدلوا على الرجال بالحق.


الظاهرة حقيقية ومؤسفة: كثيرون من الإخوان والسلفيين يعانون من ازدواج المعايير، فهم كثيراً ما يغمضون عيونهم عن حقائق ويتخذون مواقف تناصر الظلم وتنافى الحق، وهم يفعلون ذلك إما إمعاناً فى كراهية من يختلف معهم أو بدافع حرصهم المستميت على الوصول إلى الحكم... هذا السلوك اعتاد الكثيرون وصفه بالانتهازية، وهو تفسير غير كاف فى رأيى. المشكلة تبدأ من نظرة الإخوان والسلفيين إلى أنفسهم. إنهم لا يعتبرون أنفسهم مجرد فصيل وطنى يقدم رؤيته السياسية لكنهم يؤمنون بأنهم وحدهم على حق وكل من سواهم على باطل.. أنهم هم وحدهم يمثلون الإسلام وكل من يعارضهم إنما هو عدو للإسلام... أنهم يؤمنون بأنهم وحدهم يسعون لتكون كلمة الله هى العليا وبالتالى فإن معاركهم ليست سياسية أبداً وإنما هى أشبه بحرب دينية تحمل فى جوهرها الصراع بين الحق والباطل، وفى الحرب يجيز الإسلام الخداع واستعمال كل الحيل حتى ينتصر المسلمون على أعداء الإسلام..


هذا المفهوم الاستعلائى العدوانى يفسر لنا لماذا خالف الإخوان المسلمون دائماً الإجماع الوطنى وتحالفوا مع السلطة المستبدة ضد إرادة الشعب.. لماذا تحالفوا مع إسماعيل صدقى جلاد الشعب، ولماذا دعموا الملك فاروق وهتفوا له «الله مع الملك»، ولماذا دعموا عبدالناصر وهو يقضى على التجربة الديمقراطية ويلغى الأحزاب ويستثنيهم من قرار الإلغاء.. ولماذا صرح مرشد الإخوان عام 2005 بأنه يؤيد حسنى مبارك ويتمنى لقاءه.. المسألة هنا ليست مجرد انتهازية وإنما نتيجة طبيعية لممارسة السياسة بمشاعر الدين. إن المنتمين للإسلام السياسى لا يتحرجون أبداً من التحالف مع أى سلطة مهما كانت مستبدة أو ظالمة من أجل تمكينهم من إقامة ما يعتقدون أنه حكم الله.


يقتضى منا الإنصاف هنا أن نؤكد أن هذا السلوك لا ينطبق على الإخوان والسلفيين جميعاً. هناك من رموز هذا التيار من يرون الحق حقاً ويدافعون عنه ببسالة بغض النظر عن مصالحهم السياسية ومهما كانت العواقب.. أمثلة: الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح (أفضل شخصية وطنية قدمها الإخوان المسلمون على مدى عقود)، والشيخان حازم أبوإسماعيل ووجدى غنيم (بالرغم من خلافى مع بعض آرائهما المتشددة)، لكن هؤلاء الثلاثة مستقلون بعيدون عن اتخاذ القرار ولا يمثلون إلا وجهات نظرهم.


إن الإسلام السياسى يفرض عليك ممارسة السياسة بمشاعر دينية مما يجعلك أمام احتمالين: إما أن يدفعك فهمك الصحيح للدين إلى الالتزام بالحق والدفاع عن حقوق المظلومين حتى لو اختلفوا معك فى الرأى والدين.. وإما أن يجعلك تهدر حقوق المختلفين عنك ولا ترى فى معارضيك إلا حفنة من الملحدين والمنحلين والعملاء.


هذا الاختيار مطروح الآن أمام جماعة الإسلام السياسى فى مصر التى تشهد أصعب اختبار فى تاريخها بعد أن حصلت على الأغلبية فى البرلمان ووصلت إلى الحكم. المشهد فى مصر لا يحتاج إلى شرح.. المجلس العسكرى الذى عينه حسنى مبارك، على مدى عام كامل، فعل كل ما يمكنه من أجل الحفاظ على نظام مبارك والضغط على المصريين بأزمات مصطنعة حتى يكرهوا الثورة..أراد المجلس العسكرى إجهاض الثورة وتشويهها وتحويلها فى نهاية إلى مجرد انقلاب يغير الحاكم دون نظامه... غير أن الرياح قد أتت بما لا يشتهى المجلس العسكرى..


ففى الذكرى الأولى للثورة نزل ملايين المصريين فى مظاهرات حاشدة ليؤكدوا أنهم مازالوا مخلصين للثورة التى صنعوها بدمائهم ومازالوا مصرين على تحقيق أهدافها.. من هنا فإن موقف الإخوان والسلفيين فى البرلمان دقيق وحاسم وعليهم أن يختاروا بين أمرين: إما أن يظلوا على تعصبهم وجمودهم واعتقادهم بأنهم وحدهم يمثلون الإسلام الحق وكل من يخالفهم فى ضلال، وفى هذه الحالة فإنهم سيستبدلون بأهداف الثورة برنامجاً أخلاقياً كذلك الذى حدث فى السودان وأفغانستان والصومال، وبدلاً من إقامة دولة العدل سوف ينشغلون ويشغلوننا معهم بمنع الأفلام والحفلات الموسيقية ومطاردة النساء اللاتى يرتدين بنطلونات ومايوهات، وفى ظل هذا الفراغ الفكرى سيتورطون فى تحالف وصفقات ترضى المجلس العسكرى وتهدر أهداف الثورة.


عندئذ سوف يفقد الإخوان والسلفيون شرعيتهم ومصداقيتهم. الاختيار الثانى أن تتطور رؤية الإخوان والسلفيين بطريقة تتيح لهم أن يحترموا المختلفين معهم وأن يعرفوا أن ما يقدمونه هو فى النهاية اجتهاد لفهم الدين وليس الدين نفسه وأن المختلف معهم ليس بالضرورة متآمراً على الإسلام أو كارهاً له. عندئذ سوف يتبنون أهداف الثورة ويعملون على تحقيقها مهما أغضب ذلك المجلس العسكرى منهم.. فى ظل هذا الاختيار الصحيح ستحقق الثورة أهدافها، وسوف يذكر التاريخ أن أنصار الإسلام السياسى هم الذين أقاموا الدولة المصرية الحديثة الديمقراطية.. أتمنى أن يحسن الإخوان والسلفيون الاختيار حتى تبدأ مصر المستقبل الذى تستحقه.


الديمقراطية هى الحل

محمــد يـا صبــحي ..يحمــوك في كنكـــة


أحمد عفيفي يكتب 


محمد يا صبحي يحموك في كنكة 




لم يصدمني موقف عادل إمام من الثورة في بدايتها ومحاولة " لم نفسه " بعدها، ولم أكن أتوقع منه غير ما قاله.. دعك من أفلامه التي أراها ثورية بدرجة هائلة ، لكنه في الأول والأخر مؤد .. مجرد مؤد ، مثله مثل الممثلة التي تؤدي شخصية دينية لها قدرها ومنزلتها في قلوب المسلمين ، ثم في الاستراحة ، تخرج من البلاتوه ، تهدىء نفسها ، او تستعيد نشاطها بكاس ويسكي .. عادي عندهم ، أو هذه نقرة وتلك أخرى ، إلا أن الذي صدمني بحق في موقفه بعد الثورة هو محمد صبحي ولم أتخيل أن يأتي رأيه على هذا النحو المخجل وهو يتحدث عن الثوار في ميدان التحرير ، وما كان يجب عليهم أن يفعلوه من البناء والتطوير ورمي كل ما فات خلف ظهورهم .. محتجا على مطالب الناس بحقوقهم.. وعلى الوقفات المتكررة التي لا تعطي للحكومة فرصة للتنفس ، وعلى حد قوله : عايزين كل حاجة دلوقتي .. كن فيكون.


ومحمد صبحي أعرفه كفنان من زمان ، وكنت مبهورا به حين قدم " انتهى الدرس يا غبي "  وأجريت معه أكثر من ثلاثة حوارات .. كان كلامه منظما ومرتبا ومنمقا وواعيا إلى أقصى حد ، بحيث لا يحتاج - وأنت تعدّه للنشر - صياغة ، مجرد مقدمة من عندك وسؤالك ، أما الإجابات فكنت أخذها من فمه وعقله كما هى ، حتى أنه وهو يتكلم يحرص أشد الحرص على اللغة وقواعد النحو ، فالفاعل فاعل ومرفوع ، والمفعول به منصوب  والمضاف إليه مجرور.


هذا عن محمد صبحي زمان حين قدم " علي بيه مظهر"  ، ثم مجموعة مسرحياته الرائعة الثورية " انت حر"  و" الهمجي " و " المهزوز " و " البغبغان " و " الجوكر " و "تخاريف " و " وجهة نظر"  و" ماما أمريكا " ، ثم سلسلة " عائلة ونيس ".


وفي البدايات الأولى رأيت له فيلم " الكرنك " ، رائعة نجيب محفوظ ، وأرجوه أن يتذكره معي الآن .. فى مباحث أمن الدولة  ، وصبحي ، أو حلمي " اسمه في الفيلم " مقبوض عليه ، ثم وهو واقف أمام رئيس المباحث " الراجل الكبير أوي "  جاء المخبر وسكعه على قفاه .. وضرب القفا عند المصريين تحديدا إهانة بالغة ، فإذا ما قامت الثورة وانتصر الحق ، فما هو أول شيء سيفكر فيه " حلمي " قبل إعادة البناء والنهضة ؟ .. بالفكر الثورى آو حتى على المستوى الشخصي أن يرد القفا إلى من تجرأ قبل ذلك وفعلها .. ورد الضربة هنا ليست غلا ولا ثأرا شخصيا ، لكنه استرداد حق ، مثلما فعل الفاروق عمر حين آمر ابن أحد الرعية بضرب ابن عمرو بن العاص بالسوط ، مثلما فعل به وقال له : إضرب إبن الأكرمين .. هذا أولا .. رد له الصفعة ثم نحقق في الأمر بعد ذلك.


 هذا المعنى لا أعرف كيف تاه عن محمد صبحي الذي يتجاهل عن عمد كم الإهانات التي اُلقيت في وجه المصريين ، ويطالبهم الآن - برقة وشياكة في غير موضعها الآن تحديدا -  بغض الطرف عنها لنعيد بناء الأمة .. كيف يا سيد صبحي تعيد بناء عمارة كل أدوارها وحيطانها " نشعة " فيها المياه ، وجدرانها مشروخة ، دون أن تهدمها كاملة وتسويها بالأرض ، ثم ترمي أساسا نظيفا راسخا في الجذور  وتعلو بها شاهقة سامقة واقفة على أرض صلبة .. عنيدة وقوية ؟  .. حيرد علي الآن بعض الجهلاء ويظنون أنني - مثلما يروّج العسكر والشرطة -  أقصد هدم الدولة .. الدولة يا سادة كيان معنوي لا يُهد ولا يُزال " من الإزالة " ، ولكن نظام الدولة هو العمارة المشروخة التي لا ينفع معها ترميم وسد الفتوحات والنتوءات .. مش حينفع ، وإلا بعد شهر آو سنة على الأكثر ، سوف تسقط وتتحطم فوق رؤوسنا جميعا .. لذلك قلنا - وكنا كمن يؤذن في مالطة - الدستور أولا .. ولم يسمع لنا أحد واتهمونا بمحاولة الخروج على الشرعية في انتخابات مارس الماضي التي لم يستفد بها ومنها إلا الإخوان والسلفيين الذين كانوا الأشد حرصا على إجرائها لضمان الأغلبية الكاسحة في البرلمان، وهذا ما تحقق لهم.


مش موضوعنا دلوقتي ، غير أن الشيء بالشيء يذكر.. وعودة إلى محمد صبحي الذي كان ضيفا في برنامج مصطفى " بدري " على قناة الحياة ، وقال كلاما أثار غيظي بشدة ، أبرزه استنكاره لهذه الهجمة الشرسة - من وجهة نظره - على المجلس العسكري والجيش ، ولا يريد أن يفرق - بلؤم شديد -  بين المجلس والجيش ، بحيث إذا قلنا أن المجلس " وحش " يبقي الجيش أيضا زفت وطين ، وقال أيضا أننا كان لابد أن نشكر القوات المسلحة .. فو الله - القسم هنا لمحمد صبحي -  لو أرادت ان تنسفنا لفعلت ، غير أن الوطنية المصرية عندها غلبتها ، فأبت إلا أن تحمي الثورة والثوار ، ولم تسمح لنفسها أن تفعل مثلما فعل الجيش السوري مع شعبه.


كلام من كثرة ترديده ، أصبح كالاسطوانة المشروخة ، ويصيب بالغثيان ، وقلت قبل المرة وصرخت : يا ناس يا هو .. هو المفروض في القوات المسلحة أن تحمي أبناء الوطن أم تقضي عليهم ؟ .. إيه هي بالضبط مهمتها الأساسية المناط بها تأديتها على أكمل وجه؟.. أن تقتلنا آم أن تدافع عنا من العدو الخارجي والداخلي الأكثر شراسة.. فإذا ما تفضّلت وناءت بنفسها عن هذه الفعلة الحقيرة .. نوطّي ونبوس جزمتها لأنها كان بمقدورها أن تفعل وامتنعت ، بل الأكثر من ذلك لو أرادت الآن " تجيب عاليها واطيها "  فان ذلك بإمكانها ؟ .. طيب إيه رأيكم بقى انا عايزها تعملها .. مع أنها عملت بس على خفيف.. مجرد " تبريقة عين " راح فيها  كام واحد في ماسبيرو وزيهم في محمد محمود ومجلس الوزراء .. لأ انا عايزها ، ومليون واحد في ميدان التحرير تطير بطائراتها اللي بفلوسنا وتلقي على المتظاهرين قنابلها وأسلحتها وتبيد الميدان عن أخره .. ماشي خليني معاكم في هذا التخيل المجنون .. وخلّيهم يعملوا كده عشان نشوف أد إيه كانوا كرماء معنا حين لم يفعلوا واكتفوا فقط بقتل 70 مصري بحسن نية مثلما يقول علي بيه مظهر .. قسما بالله - والقسم لي مش لمحمد صبحي - لو حدث ذلك لخرج للميدان ولميادين مصر بعدها 85 مليون ، واضرب تاني .. نحن لها .. الدم غالي يا محمد يا صبحي .. وخلاص مفيش حد عاد يخاف .. مش انت اللي قلت : اطلعي بقى من سكاتك يا للي ساكتة من سنين .. ارفعي بإيدك راياتك مهما كانوا منكسين .. مستحيل النيل هيجري عكس مجراه الأساسي .. من هنا سكة سلامتك .. صحصحي العقل اللي ناسي .. الخطر بيزيد بصمتك .. والتاريخ دايما في صفك والفنون بستان في قصرك .. ابعدي الخوف اللي حاوطك .. ادبحي الخوف اللي فيا .. اكسري لحن الرتابة .. واعزفي لحنك هدية .. ده انتي طول عمرك قوية .. افردي دراعك وضمي .. لمّي كل الخلق لمّي.. انهضي وقومي وهمي .. واطلعي بقى من سكاتك يا اللي ساكتة من سنين.


كنت في " سكة السلامة " بتغني بجد من قلبك ، ولا بتغني علينا وساعة الجد عايزنا نحط جزمة في " بقنا " ونسكت .. أو نبني وننهض بالبلد ونزرع وردة في كل سرية وكل " قشلاق ".  


مش انت برضه اللي عملت " الهمجي "  وقلت فيها لا تكذب ؟ .. " المجلس كذب ووعدنا بتسليم السلطة في 6 اشهر " وادي وش الضيف " ..  قال مش ممكن أوجه سلاحي مهما كانت درجة الاستفزاز لصدر مصري " وخد في سكته 70 "   .. مش قلت في " الهمجي "  برضه : لا تنافق ؟ .." ليه انت بتنافق دلوقتي المجلس وبتقول حتى لو غلط  ، فبحسن نية وما كنش قاصده يعمل كده ".


انت ولا غيرك اللي عمل " وجهة نظر"  .. مش انت " عرفه الشّواف "  الأعمي اللي بيشوف أحسن ألف مرة من اللي له عينين يندب فيها رصاصة ؟ .. كنت بتشوف وانت أعمى ..  فكيف لا ترى الآن وعينيك مفنجلة ؟ .. مش انت " حلمبوحه "  اللي في " البغبغان "  اللي كان بيع أرض السيرك على جثته ؟ .. أم أنك ارتضيت لنفسك دور " البغبغان "  بجد ،  تردد ما يردده غيرك : ماجتش من 6 شهور .. نصبر .. فيها إيه ؟ .. أقول لك انا فيها إيه ، وافتكر الكلام ده كويس : فيها دم يا عم صبحي وفيها تخبط أكتر ،  وكل ما يقرب الميعاد ، حيزيد الخوف .. مش خوفنا احنا .. خوفه هو من المحاسبة، فيقول لك " عليا وعلى أعدائي “ وان بيت أبوك وقع ، الحق وخد لك منه طوبة .. عايزها دم يا عم صبحي ولا عايزها تعمر .. لو التانية .. قل للمجلس العسكري : من هنا سكة سلامتك .. ومن هنا سكة ندامتك .. وعليك الاختيار وتحمّل النتيجة.


عم محمد يا صبحي .. انت في " رحلة المليون "  انضربت " قلم " من لطفي بيه ، ولم يهدأ لك بالا إلا لمّا رديته له ، بدل الواحد مائة .. وكان لك جملة شهيرة قلتها له ساخرا منه ، ومن جبروته وعزوته وسطوته الزائفة.. فاكر قلت إيه ؟  انا فاكر : يا لطفي بيه .. " يحموك في كنكة "  .. ومني انا يا سيد يا محترم : محمد يا صبحي .. " يحموك في كنكة " !!

عمــر طــاهــر يكتـب ..كسـر المألوف ..!!




على الرغم من أن الثورة فى جزء منها جاءت لتكسر النمطية التى كنا نعيش فيها، فإنها بعد مرور عام عليها تبدو غارقة فى النمطية حتى أذنيها، وأخشى أن يتم اختزالها بمرور الوقت فى مجموعة مبادرات للعمل الأهلى بها مسحة ثورية رخوة مقترنة بمبادرات للمليونيات بالغة الحماس ولكنها غير مؤثرة لأنها لا تغير طريقة اللعب، الأمر الذى يُفقِدها عنصرَى المفاجأة والتأثير.
النمطية تحيط بنا حتى فى تفسير الأحداث، الطبطبة لاحتواء سوء إدارة الإخوان لمنصتهم فى الميدان هى نسخة من طبطبة قبلة الشيخ والقس عقب أحداث فتنة طائفية دون الانتباه لعمق الموضوع، التلويح بأن التصدى لِمَا يفعله الإخوان سيفرِّقنا هو أمر غير صحيح لأننا لم نكن يوما شيئا واحدا، وفكرة أننا يجب أن نكون يدا واحدة مع الإخوان ضد العسكر محض رومانسية، لأن المعركة غير قابلة للتجزئة والخطأ لا بد من مواجهته وقت حدوثه أيا كان مصدره من داخل الثورة أو الإخوان أو العسكر، ورفع صوت القرآن للغلوشة على هتافات الثوار أمر لا يختلف كثيرا عن رفع صوت عجلة الإنتاج لكتم صوت الثورة كله.
النمطية تحيط بنا فى وجوه الضيوف المكررة التى تطل علينا عبر الشاشات منذ بدأت الثورة حتى يومنا هذا، نمطية تقودنا إلى الجنون ونحن نتابع طول الوقت الناس نفسها تقول الكلام نفسه، إلى أن غرقنا فى نمطية جديدة فصرنا نصنِّف البرامج والمذيعين بضيوفهم كفلول أو ثوار، صرت أكره نمطية رسائل الاستغاثة التى تُبَثّ على مدار اليوم عبر الموبايل و«تويتر» (الحق شوف فلان بيقول إيه!) (هو فلان مش هيبطل اللى بيقوله ده؟!) (فلان مسح بكرامة فلان الأرض فى مداخلة!) (الضيف الفلانى بيقول إنهم هم اللى قاموا بالثورة!).. هنيئا لنا بالهذيان الذى يربك ويخل بالاتزان العقلى والنفسى ولا يسمح لنا بالتقاط الأنفاس لصناعة جملة جديدة مفيدة.
نمطية حتى فى مبادرات من نوعية «قوتنا فى اختلافنا»، قوتنا فى اختلافنا إذا كنا نمتلك مشروعا واضحا وهدفا كبيرا ونختلف حول طريقة تنفيذه، قوتنا فى اختلافنا إذا كان اختلافنا عادلا بمعنى أن كل جهة تمتلك رؤية توازى فى قوتها رؤى الآخرين.. لكننا نمتلك رؤى مشتتة وغير عادلة ما بين جهات قامت بشحن كارت الثورة وأصبحت تمتلك رصيدا وترى أن الكارت أصبح بلا قيمة الآن.. وجهات لا تمتلك عدة أصلا وتطالب بتوفيرها أولا حتى يكون الشحن له معنى وقيمة، فى البلاد التى تعرف ماذا تريد بالضبط وتمتلك هدفا واضحا يكون الاختلاف قوة، لكن فى البلاد التى ما زالت تحبو وتنقسم بحدة أمام أقرب صندوق استفتاء أو انتخاب يصبح الكلام عن قوة الاختلاف غير واقعى بالمرة، مع كامل تقديرى للنيات الطيبة والحماس الوطنى لأصحاب هذه المبادرة، ولكننى ضد ترويج شعارات «شكلها حلو»، انتهى زمن نمطية «من أجلك أنت» و«صوتك أمانة» و«مصر للمصريين»، وإذا كان على الشعارات فلنا فى الشعار الذى رفعته ثورة يوليو منذ ستين عاما مَثَل فى الاختزال والتخلى عن «سَمسَمة البوق» حين أطلقت جملة «الاتحاد. النظام. العمل»، لم تجمّل واقعا تعسا أو تجامل شعبا منهكا من فرط الأمية والفقر أو تردد كلاما معسولا، ولكنها كانت واقعية وصارمة وحددت المطلوب بدقة وإيجاز، نحن الآن بحاجة إلى مثل هذا التقشف أكثر من حاجتنا إلى البلاغة العمياء.
مسار الثورة نفسه أصبح يغرق فى النمطية كأن الأفكار قد جفّت وتوقفت عند حدود الميدان والحشد، صار الفعل متوقَّعا ففقدنا رد الفعل، أين لنا بعبقرى سياسة يمتلك ذكاء التصعيد ويجعل الحشد ذا البريق حشدا لا نهاية للتوقعات المصاحبة لخروجه؟ أين هى الأفكار الأهم والأكثر عمقا من الـ140حرفا منحة «تويتر» لنا؟ أين عباقرة وثوار هذا البلد الذين لم يستهلكوا أفكارهم وحماسهم بعد؟
بعد عام صارت النمطية هى علتنا الأكثر وضوحا، النيات سليمة والطاقة ما زالت بكرا والثورة مستمرة، لكن تحتاج إلى كسر المألوف والخروج من دائرة المتوقع، إذا لم يكن من أجل خاطر البلد نفسها فليكن على الأقل من أجل الناس «اللى اتكسحت» فى حب البلد وأصبحت تسير على عكازين أو فقدوا أعينهم لخاطر أن يرى الباقون شيئا غير عادى.. اكسروا النمطية على الأقل من أجل خاطر الشهداء، أولئك الوحيدين الذين لم يكونوا نمطيين يوما ما.

ابــراهيــم عيســي يكتـب ..رئيس باكستاني لمصــر !!!




أن يستمر التحالف بين الإخوان والمجلس العسكرى يوما إضافيا يمثل خطرا على الدستور الجديد والرئيس القادم.
هذا التحالف الذى يحب الطرفان نفيه ويفضل الطرفان ادّعاء الغضب من مجرد طرحه، يقودنا حتما إلى تخريب المستقبل، وأعرف أن الإخوان يلجؤون إلى مهادنة العسكر والتحالف معهم إلى حين ميسرة ودرءًا لخطر الجنرالات على ما حققه الإخوان من مكاسب تجعلهم أسرى لها لا متحررين بها.
نفهم أن يملك الإخوان الأغلبية فينطلقوا فى تطبيق أهدافهم وتنفيذ مشروعهم الذى انتخبهم الناس على أساسه، لكن أن يتحول هذا الفوز إلى رعب لدى الإخوان من فقده، فيتنازلوا ويتصرفوا كأنهم رهائن هذا الفوز، فهذا ما يثير التساؤل عن تحكم الهواجس التاريخية فى ذهنية الإخوان حتى إنهم يعتمدون كتالوجا جاهزا لتصرفاتهم غير منتبهين إلى أن الدنيا تغيرت وأن ثورة مدنية قامت.
يبدو الخوف على ضياع المكسب هو أحد الأسباب المركزية لقرار الإخوان الغريب والمريب فى الانسحاب من المشهد الثورى بشكل مكشوف ومَعيب (وقد كانوا جزءا منه كى لا نبخس الناس أشياءهم) لصالح التصالح مع قرارات ومواقف المجلس العسكرى التى إلى جانب أنها فاشلة تماما فهى كذلك تركب فوق شرعية الانتخابات التى يزعمها الإخوان، بمعنى أنه إذا كان الإخوان المسلمون مهتمين جدا بشرعية البرلمان فلماذا لم يشكلوا حكومة الأغلبية؟ وهذه أبسط قواعد احترام الشرعية البرلمانية، لكنهم دخلوا فى سكك المهادنة والتنازل مع «العسكرى»، وهو ما يشى باحترام على الدوَّاق، أو حسب المزاج لشرعية الانتخابات.
مرة أخرى ما الخطر الحالى الداهم فى تحالف الإخوان مع «العسكرى»؟
أولا خطر على الدستور، فالمرجح طبقا لهذا الأداء الإخوانى المستحوذ على البرلمان والمنفصل عن قوى الثورة أن يفرض أسماءه الخاصة على لجنة صياغة الدستور، وينفرد بها فصيل غالب، بينما يتمثل الآخرون خارج التيار الإسلامى ببعض الأسماء التى لا تشكل عددا ولا دورا ولتبدو فقط ذرًّا للرماد فى الأعيُن، وقال يعنى عندنا كل الأطياف والأطراف، فى ذات الوقت سيسمح هذا المشهد بتمرير مواد دستورية تضمن للجيش أن يكون دولة داخل الدولة، ستكون المواد حريرية ناعمة فضفاضة لكنها مدعومة بدعاية إخوانية سلفية مروجة للعسكر على اعتبار حق الجيش فى السرية، وما يلزم ذلك من الطعن فى كل من يريد رقابة حقيقية على ميزانية الجيش.
لكن هل يلعب المجلس العسكرى هنا دورا تجميليا بمحاولة إقناع حليفه الإخوانى بمعايير للجنة الدستور حتى يبرئ «العسكرى» ساحته أمام القوى الثورية؟
ربما يلعب هذا الدور على استحياء وبحدود ومحدودا بأن تكون المعايير عامة جدا ومتسعة للغاية، بحيث يستطيع أن يجرى فيها رَمْحًا الإخوان والإسلاميون كما يحلو لهم، فمثلا لو شملت المعايير عن ضرورة ضم اللجنة ممثلين عن النقابات المهنية فهذا أمر تحت السيطرة تماما، فيمكن للإخوان أن يأتوا بممثليهم من نفس النقابات، فيكملوا الشكل ويستجيبوا للمعايير، لكن بما يخدم هدف الاستحواذ الناعم على اللجنة، وقِس على هذا أى معايير أخرى!
ثم هناك الخطر الثانى الداهم على رئيس الجمهورية القادم، بينما لا نرى على الساحة حتى الآن أى مرشح يستند إلى شرعية ثورية أو إلى دور معارض هائل للنظام السابق أو قواعد جماهيرية واسعة أو قوى ثورية واضحة أو تيار عام، ولو من الطبقة الوسطى والمثقفين يسانده، كل هذه الصفات اختفت عن معظم مرشحينا بعد قرار الدكتور محمد البرادعى عدم ترشيح نفسه. يظهر فى الوقت نفسه كذلك التوافق بين الإخوان والعسكر فى اختيار مرشح للرئاسة، يسانده الإخوان والسلفيون فى الشارع ويدعمه المجلس العسكرى بكف يد إعلامه الحكومى والخاص وآلته الأمنية وقواعده من النظام القديم عن تشويه سيرته وبث شائعات ضده وتكثيف الأكاذيب فى مواجهته (كما فعلوا مع الدكتور البرادعى!).
وهنا مكمن الخطورة، فالرئيس التوافقى المزعوم سوف يقع فى قبضة الإخوان والعسكر، مدينا لهما أولا بالترشح ثم بالنجاح، وملزما معهما ببنود اتفاق على حفظ امتيازات وعدم الاقتراب واللمس من مناطق ومن دوائر، فكأننا إزاء سكرتير للإخوان والعسكر فى منصب الرئيس، خصوصا أنه لا يملك الظهير الشعبى الحقيقى وأن فوزه لصيق برضا الإخوان والعسكر.
كأنه مطلوب رئيس باكستانى لمصر!
وطبعا نحن نعرف أن الرئيس فى باكستان منزوع القدرة والقوة أمام الطرفين الحاكمين هناك، وهما الجيش والجماعات الدينية!
ويمكن للشعب وقراره التصويتى أن يغير من قواعد اللعبة ويأتى برئيس من خارج دائرة التوافق الإخوانى العسكرى، ساعتها يمكن للمعادلة أن تتغير، لكن نسبة حدوث هذه المفاجأة الانتخابية، كما أنها واردة فعلا، فهى بعيدة أيضا.. وربما جدا!

الأحد، 29 يناير 2012

جمــال فهــمي يكتب ..مجلس العائلة الحاكمة الجديد






لست أشك عزيزى القارئ فى أنك تشعر بشىء مختلف هذا الصباح، بل أنا متأكد أن طعم حلاوة سحاق السكر يغزو رضابك (الرضاب هو ريق المرء أو لعابه) منذ قمت من نومك وداعب ضوء نهار يومنا هذا عيون سيادتك الكحيلة.. فهل تعرف السر؟!
أكاد أسمعك تقول: لا، لا أعرف وعهد الله.
حسنا سأصدقك وسأتطوع وأفشى لك مجانا سر هذا البهاء الذى أثق أنك تراه وتشعر به فى هذه اللحظة مهيمنا على الكون من حولك، ويضفى على حياة حضرتك البمبى السعيدة مزيدا من السعادة وكثيرا من البمبى (فى علم الضوء والألوان فإن البمبى إذا زاد عن حده صار أحمر قانيا، ثم أضحى أسود غطيسا) فأما ذاك السر الذى تنكر أنك تعرفه رغم أن معالى المستشار عبد المعز ذاعه وأشاعه على الملأ قبل أيام قليلة، فهو أن اليوم بالذات هو موعد بدء انطلاق ماراثون انتخابى تصويتى جديد مخصص لاختيار إخوة موقرين جدد، أيضا لكى يقروا ويستقروا ويقعدوا مستريحين على مقاعد ذلك الشىء اللطيف الظريف المدعو «مجلس الشورى».
ومجلس الشورى هذا -دام عزك وفاض فضلك- كائن خرافى عجيب يقال إنه عاش فى العصر الجليدى المتأخر، ويعود فضل اكتشافه إلى المرحوم الأستاذ أنور السادات، الذى ما إن رآه ذات يوم بالليل والدنيا ضلمة يقطع عليه طريق الرخاء والسلام مع إسرائيل، حتى هتف فيه قائلا: من أنت يا هذا؟ فرد «هذا» مرعوبا: أنا يا باشا مم مم..
لم يدعه المرحوم أنور يكمل، وإنما قاطعه ضاحكا وقال له: خلاص خلاص مش مهم تقول، سيبنى أنا ح اسميك على مزاجى.. ثم التفت إلى رجاله وهو يشير إلى الأخ الخرافى الذى كان ما زال مـــــرعــوشــا مذعورا، وأمرهم أن يحسنوا وفادة هذا الشىء الغريب ويأخذوه فورا إلى الحمام لكى يُليِّفونه ويحمونه، ثم بعد ذلك يعلفونه علفا شديدا قبل أن يخرجوه على الناس وقد نصبوه «مجلسا للعائلة» على أن يكون اسمه ولقبه الرسمى المدون فى بطاقة التموين «مجلس الشورى».. وهذا هو ما حدث بالفعل!
ظل الكائن الخرافى المذكور يعيش من يومها فى تبات ونبات ويهنن ويدلع صبيان وبنات العيلة حتى مات الأستاذ المرحوم، وحل محله الأستاذ المخلوع الذى أبقى على المجلس ذاك، ثم حوّله رويدا رويدا من «مجلس للعائلة» الحاكمة إلى مخزن لكراكيبها ومخلفاتها، وقد زاد المخلوع أفندى فى علفه والإغداق عليه وعلى المقاطيع الساكنين فيه من أموال المصريين حتى بلغت مخصصاته ومصروفاته سنويا (فضلا عن تكاليف انتخاباته المزورة التى كانت تجرى بانتظام ممل) بضع مئات كثيرة من الملايين.
فلما قامت الثورة وانخلع الأستاذ المخلوع وورثه الأستاذ «المجلس العسكرى» قام هذا الأخير بتشكيل لجنة الأستاذ صبحى المحامى الإخوانى المشهورة، وكلفها تعديل بعض بنود الدستور الساقط، فإذا بالست اللجنة «تعمل فلوطة» دستورية قوية جدا، إذ أبقت بين «فلاليط» أخرى كثيرة على «فلوطة الشورى» كما هى، ثم عندما قام الأستاذ العسكرى بإلغاء نتيجة الاستفتاء على بنود الدستور المستعدلة بواسطة «لجنة صبحى» مستبدلا بها إعلانا دستوريا جديدا خالصا، فإن هذا الإعلان جاء هو الآخر حاملا بين طيات مواده «فلوطة» مجلس الشورى برضه، على أساس أن كل «فلاليط» ومخلفات نظام المخلوع أفندى ظلت قائمة باقية على حالها، فلماذا يستثنى هذا الكائن الغلبان وحده، لا سيما، أنه سيعود كما كان زمان «مجلسا عائليا» مغلقا، ولكن على ما تبقى من «فلاليط» العائلة الحاكمة الجديدة !!.. صباح الفل.

ابـراهـيـم عيـسـي يكـتـب ..أرشــاد المجــلــس العســكري !!






حين يصرخ علينا أحدهم فى مجلس الجنرالات أو مكتب الإرشاد بغرض أن يخوّفنا كى نعرف حدودنا (!) وهو يقول إنه لا يمكن تغيير الجدول الزمنى لنقل السلطة وإنهم ملتزمون بهذه الخطة، لا أملك ساعتها بالفعل إلا أن أردد مقولة الفيلسوف الكبير المعلم محمد رضا «عَجِبتُ لَكَ يا زَمَن!»، فهذه الخطة التى يزعمونها تغيرت أكثر من مرة، بل قصة إجراء الانتخابات قبل 30 يونيو ظهرت فقط بعد مظاهرات محمد محمود فى الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر، أى أنها جاءت بعد ضغط ومليونيات وفضح لأداء المجلس العسكرى الفاشل سياسيا فى إدارة شؤون البلاد!
إنها محاولات من المجلس العسكرى وشريكه المتضامن للالتفاف والمراوغة والتملص من الاستجابة للثورة وللشعب المصرى وملايينه الذين خرجوا رافضين استمرار «العسكرى» فى إدارة البلاد يوما واحدا إضافيا وطالبوا بتسليم السلطة لمدنيين وانتخاب رئيس أو رئيس مؤقت للبلاد قبل كتابة الدستور، يريد أن يقول لنا «العسكرى» إنه ملتزم بما وعد، وهو وايم الله حاجة تهلِّك من الأسى، أى وعد ذلك الذى وعده «العسكرى»، لقد وعدنا فى البداية بفترة انتقالية لا تتجاوز ستة أشهر، ثم وعدنا بأنه لن يأتى أول أيام يناير 2012 إلا وللبلاد رئيس، ثم أتحفنا بإعلانه الدستورى السقيم الذى يحدد فيه ستة أشهر حدًّا أقصى لانتخاب لجنة صياغة الدستور، ثم ستة أشهر أخرى حدًّا أقصى لمدة كتابة الدستور ثم عرضه على استفتاء، أى أن الإعلان كان يقدم عام 2013 حدًّا أدنى لانتخاب الرئيس، ثم هو نفسه الذى غير فى التعديلات الدستورية التى استفتى عليها الناس وكان مفروضا طبقا لها انتخاب رئيس قبل الدستور، إذن المجلس العسكرى يقول ويرجع فى كلامه وعشوائى طول الوقت ووِدَنىّ كذلك يسمع كلمتين من المستشار طارق البشرى ينفذهما ومن ممدوح مرعى فينفذهما، ويفتى ممدوح شاهين بكلمتين فينفذهما وهكذا فخفخينا!
أما الإخوان فإنهم قالوا مئة مرة من قبل إنه لا يمكن الالتفاف على المواد التى تم الاستفتاء عليها، بينما هم فى الحقيقة يلتفون طول الوقت، بل حين يوافقون على الدستور قبل الرئيس فإنهم يلتفون كمن يلعب «التعلب فات فات وف ديله سبع لفات»، فلماذا يحاول العسكر مع الإخوان أن يشتغلوا الشعب، ويتصور المشير والمرشد أنهما قادران على استغفال الناس وتعميتهم عن الحقيقة إلى هذا الحد؟
الأجدى والأصدق أن «العسكرى» يقول لنا إنه «مش عايز أمشى إلا لما أطمئن على وضعى فى الدستور وآخذ حصانة من المحاسبة»، ساعتها يبقى الوضوح سيد الأخلاق والناس تعرف راسها من رجليها، لكن حكاية إنه لن يغير من الجدول الزمنى و«كلمتى مش ح تنزل الأرض» دى قديمة وبلدى!
والأجدر بالإخوان أن يتميزوا بالوضوح مرة واحدة على الأقل فى حياتهم ويقولوا ما يبطنون فيعلنوا أنهم متحالفون نظريا وعمليا مع «العسكرى» لأغراض نبيلة (صديق إخوانى عزيز جدا على نفسى طلب منى لإثبات مصداقيتى أن أنشر وثيقة الصفقة بين الإخوان والمجلس العسكرى كأن هذه صفقات تُكتَب فى وثائق!). الإخوان يخافون من أن ينهشهم «العسكرى» بمخالبه ويضيّع عليهم فرصة الفوز التاريخى ويقلب الترابيزة، وهم فى ذلك مهووسون بتجربة جمال عبد الناصر معهم فى 1954، حيث كانوا قد ظنوا أنهم ركبوا ثورة يوليو، فإذا بهم بين يوم وليلة فى السجون، إذن هم يتقون شر انقلاب «العسكرى» عليهم بالاتفاق معه، وهى فرصة كى يتجهزوا بمرشح رئاسى أو يغيروا فى البنية التشريعية للبلد، بينما يرفضون تشكيل حكومة أغلبية، لأن الوضع الاقتصادى فى البلد يمكن أن يحرق صورتهم ويبدد جماهيريتهم لو فشلوا فى إنقاذها مما هى فيه أو ذاهبة إليه، فهم يفضلون أن تخرج الاعتصامات وقطع الطرق واحتجاجات العمال والموظفين وأزمات الغاز والبنزين فى وجه الجنزورى (وهو فرحان عموما بوجوده)، على أن تتلقى حكومة الإخوان هذا الغضب فيسىء إلى سمعتها وينتقص من شعبيتها ويكشف إمكانياتها!
طيب ما العمل؟
إنك فى العادة لا تُسمِع الصم الدعاء.. لكن لا يزال مؤكدا عندنا أن المجلس العسكرى يجلس على مقاعد قيادة مؤسسة الجيش الوطنية العظيمة وهو يخشى على متانتها وقوة تلاحمها ونصاعة صورتها مما يحتم عليه أن يربأ ويتعالى على مصالح جنرالاته الضيقة ومواقفه الشخصية الانفعالية ولا يعتز بالإثم ويعود إلى ثكناته مُودِعا إدارة البلاد وديعة فى يد رئيس مؤقت حرصا على مصر ثم على جيشها ثم على جنرالات المجلس العسكرى أنفسهم.
ثم هو يقين لدينا أن جماعة الإخوان تيار وطنى محترم ضحى بالروح والمال والأهل من أجل مبادئه وأفكاره وخاض نضالا حقيقيا ضد نظام حكم مستبد وفاسد ولا يمكن أن يترك نفسه ليتمثل شخصية من عذبوه واضطهدوه فيغتر بالقوة وبالأربعين فى المئة… على الحق والستين فى المئة!
نحن فى انتظار أن يعود «العسكرى» ومشيره والجماعة ومرشدها إلى الرشد!

البرادعى يحكم مصر



خــالد كســاب يكتــب 


البــرادعي يحكــم مصــر 


هل تريدون خلاصة الخلاصه؟!.. فى النهايه خالص سوف يحكم البرادعى مصر!.. ليه؟!.. لأنه فى النهايه لا يصح إلا الصحيح.. ليس بمعنى أن البرادعى هو الوحيد الصحيح والباقين خطأ.. وإنما بمعنى أن النهايه المنطقيه للثوره أن يتولى مسؤولية الحكم بعد نجاحها مفجر شرارتها الأولى.. والبرادعى هو مفجر تلك الشراره.. وأما فيما يخص مسألة إنسحابه من سباق الترشح للرئاسه.. فأعتقد أن تلك كانت هى خطوته الرئيسيه تجاه كرسى الرئاسه وليس العكس!
فمعنى أن نقول أن الثوره قد حققت أهدافها كامله فهذا يعنى بشكل تراتبى أن يصبح البرادعى هو أول رئيس لمصر فى فصلها الجديد الجميل من فصول الحضاره الحديثه.. ومعنى أن نقرن نجاح الثوره بأن يصبح البرادعى هو الرئيس ليس إنحيازا للبرادعى بقدر ما هو إنحياز لأبسط قواعد المنطق ولأبسط قواعد الثوره نفسها.. فعلى الرغم من تعدد الأهداف التى قامت من أجلها الثوره إلا أننا يمكننا دمجها جميعا فى هدف واحد.. أن تصبح الكفاءه والموهبه والضمير هى المعيار الوحيد لإختيار أى شخص لشغل أى منصب فى أى مجال.. إذا حدث هذا فسوف نصل إلى تلك الحياه المتحضره التى نأملها ونتمناها ونستحقها.. إذن.. وما دمنا نتحدث عن مبدأ الرجل المناسب فى المكان المناسب.. فنحن نتحدث عن البرادعى فى منصب رئيس مصر.. وما دمنا نتحدث عن البرادعى فى منصب رئيس مصر فنحن نتحدث عن الإنتصار الساحق الماحق لفكرة الثوره فى حد ذاتها.. وما دمنا نتحدث عن الإنتصار الساحق الماحق لفكرة الثوره فنحن نتحدث عن الإنتصار الذى ينبغى أن ينبنى عليه هذا الإنتصار.. إنتصار إرادة الشعب الحالم بحريته وكرامته وإستعادة حضارته التى سرقها منه على مدار سنوات وسنوات حبة شلحلجيه أسميناهم من غفلتنا حكاما!
و لكن كيف يحدث هذا والمجلس العسكرى غير قادر على فهم أننا نعلم جيدا أنه لسه جالس معانا شويه.. وأن تلك الشويه قد تطول كما طالت من قبل تلك الستة أشهر السحريه.. كيف يحدث هذا والمجلس العسكرى منذ نزوله إلى الشارع قبل عام من الآن – لتنفيذ مهمه لا يعلم أحد على وجه التحديد حتى الآن طبيعتها أو ظروفها أو ملابساتها بالظبط – يتعامل بمنطق إعتبار «اللا فعل» فى حد ذاته عباره عن «فعل».. فالمجلس ترك البلطجيه بأسلحتهم وجمالهم وأحصنتهم ليعيثوا الفساد فى ميدان التحرير يوم موقعة الجمل.. فأصبح بعدها هو حامى الثوره.. لاحظوا أن «لا فعل» الفرجه قد تحول إلى «فعل» الحمايه.. تماما كما يحدث الآن.. وعلى مدار الأربعة أيام الماضيه.. فالمجلس يعتبر أن عدم إعتداء قواته على المتظاهرين الذين يملأون شوارع وميادين وكبارى ومحافظات مصر يطالبون برحيله عن الحكم هو أقصى درجات ضبط النفس وإحترام مطالب الجماهير.. المجلس العسكرى لا يرى أبعد من ذلك.. أراهنكم أنه حتى لا يفكر مجرد تفكير فى حكاية تسليم السلطه وترك الحكم وكل هذا اللغو الذى تهتف به الملايين فى الشوارع.. هو يفكر فقط فى كيفية إشعار الناس طوال الوقت بتلك المؤامره الكونيه التى تتداخل فيها الأطراف الخارجيه والأطراف الداخليه تداخلا غير مسبوق مع طرف ثالث مجهول ما حدش يعرفه بخلاف المجلس العسكرى الذى يخفى علينا تلك المعلومه المهمه من أجل مصلحتنا ومصلحة البلاد العليا من منطلق أننا لو عرفنا هذا الطرف الثالث سوف تنهار الدوله.. فالدوله كما تعرفون – أى دوله – بدون طرف ثالث ليست دوله.. ربما كانت تلك هى الحكمه النهائيه من فترة حكم المجلس العسكرى.. وطبعا جميعكم رأيتم على مدار الأيام الأربعه الماضيه ذلك المخطط الرهيب وتلك المؤامره الفظيعه على مصر.. فقد رأيتم بأم أعينكم كيف لم يخلو شارع أو ميدان من حريقه أو من عملية تخريب.. وعلى فكره المجلس العسكرى لم يكذب بشأن مخطط إحراق مصر.. فخروج الملايين للمطالبه بإستكمال تحقيق أهداف الثوره بشكل سلمى هو من وجهة نظر المجلس العسكرى مخطط رهيب لإسقاط البلاد.. وأما هتاف هؤلاء الملايين بسقوط حكمه فهو من وجهة نظرهم مؤامره لإحراق مصر!
لكل تلك الأسباب وبناء على كل هذا العك السياسى.. أثق بأنه فى النهايه لا يصح إلا الصحيح.. ومعنى هذا أن تنتصر إرادة الشعب المصرى.. ومعنى هذا أن تنجح الثوره.. ومعنى هذا أن تصبح مصر أجمل.. ومعنى هذا أن يصبح البرادعى رئيسا!

السبت، 28 يناير 2012

الليبرالية ليســت كفــرا..


الليبرالية ليســت كفــرا..




الليبرالية تعــني الحريــة ..
تعني ان تفكر بلا قيــود 
ان تعبــر عن رأيك دون أن يقمعك أحد 
أن تعيش في نــظام يقدس حقوقك 
لا ان تعــيش حذاء للحاكم او للمجتمع 


بذكرنا الليبرالية يلمــع في الذهن عبــارة


"الحــرية المطلقة مفسدة مطلقة "


فحينما يترك النظام كل فرد يفعل ما يحلو له اينما شاء وكيفما شاء ....سيفسد  النظام ويسقط عاجلا ام اجلا 
وبالطبع الليبراليه لا تعني هذا 
الليبراليه تعــني 
"انت حر مالم تضر "
انت حر مالم تأذ غيرك ..
حر في دائرتك الخــاصة ..في حدود ما لك من حقوق وحريات ...ان تجاوزتها ...هناك عقاب ..


كمواطن بسيط ..ماذا تعرف عن الليبرالية ..؟؟
- دعــاء  "اللهم عليك بالليبراليين اعداء الدين "..
سمعته في احد المساجد ..فقلت ..أمين 
-نعم اخترتها في استفتاء التعديلات الدستورية ..خوفا من الليبراليين الراغبين في الغاء المادة الثانية ومحو الهوية الاسلامية 


أعذرك أيها المطحون ..يا من تمثل اغلبيه  الشعب ..فأنت مابين صراع لقمة العيش ..لاعلام تافه أبعد ما يكون عن التوعيه السياسية ...لرعب عشته طوال ثلاثون عاما من الحكم المباركي ..رعب من اية ميول سياسية ..أعذرك ..ولكن لا أعذر .من يستغل جهلك .


فللاسف في مجتمع كالذي نعيش فيه  القليل يستطيع التمييز بين المنابر المسيسة وغير المسيسة ...فالمنابرغير المسيسة ..تجد عندها ..أحاديث الحج ..في موسم الحج...تستمع منها لاحاديث عن صلاة التراويح وفضل قيام الليل  بحلول رمضان ...وتساعدك علي ان تستلهم روح الاسلام في حياتك وأعمالك 


واذا داومت عليها ..تفقهت في الدين ..
أما المنابر المسيسة ...فيختلف خطابها باختلاف الموسم 
فها نحن في موسم الاستفتاء ..فلنوحد خطابنا ..اللهم عليك بالليبراليين أعداء الدين ..فنخلق عدو وهمي راغب في محو الهوية ..ونقدم للناس الطرح السياسي علي انه طرح ديني ...
فترجح كفة قوي الاسلام السياسي فاذا ما انتهي الموسم ..ترقبنا الموسم الاخر ..ولكنه يعز علينا فراق الاحبة ...هذا موسم الانتخابات ..فمنابر الاخوان للاخوان ..ومنابر السلف للسلف ..ومنابر الجماعة الاسلامية ..للجماعة الاسلامية ..واللي معوش "منبر" ما يلزموش 
وكما قالها لي صديق سلفي.ان كانوا حقا فرسان الشريعة ...لما كانت  معظم جولات الاعاده بين الاخوان والسلف 


ولا ادري عن اي مادة ثانية يخافون ...في الاساس التيار الليبرالي هو من وضع المادة الثانية في دستور 23 بفضل ثوره قادها سعد باشا زغلول زعيم حزب الوفد ...أقدم وأعرق الاحزاب الليبراليه ...ها هو الفكر الليبرالي لا يتعارض مع الدين ..لم قد يتعارض معها الان ...
من يعلم..يضحك 
ومن لا يعلم ..يثور ..ويفور ..وازاي ..ودي بلدنا ..واشياء من هذا القبيل 
فالجهل هو اقوي رصيد للمنابر المسيسة 
فما هي الا مذاهب سياسيه ارتدت عباءة الدين ..وما اجمل وما ابهي عباءة الدين ..
ولكن من اين للمواطن البسيط بالتاريخ وبالوعي السياسي ...وتلك هي المعضلة ..
فأن كان لا يعلم اي شئ "استيكة يعني "..يسهل الضحك عليه .بأكذوبة المادة الثانية ..والحرب ضد الاسلام ..والحملة الصليبيه وهذا الهراء ولك ان تضحك  حين تري مثل هذا الحوار 




****يقولون الليبرالية يعني "امــك تقــلع الحجاب "..؟؟
- الليبراليه ليس لها شأن بارتداء الحجاب او خلعه 
فهي لا تفرض عليك سلوك او ملبس او مأكل معين ....هي فقط ..تقف حائط صد أمام من يحاول ان يفرض ذلك عليك ....بأسم الدين او بأسم الدولة 
مثلا ...تمنع من يريدون فرض الحجاب بالقوه ...وأيضا ترفض وتمنع من يرديون خلعه بالقوه .....هي حق الحريه ليس اكثر ...الحريه في دائرتك الخاصه من الحقوق والواجبات 


-**** الليبرالية تنشر الزني والشذوذ ..ولا تقل لي اشاعات وأكاذيب ..فهي موجوده بل وبنسب مخيفة  في معظم الدول الليبراليه ...


مجتمعاتهم هكذا ...النزعة الدينية ضعيفة ...مستوي الاخلاق متدني ...ولأن مجتمعاتهم تختار حكامها ...لذا علي حكامها الانصياع لرغباتهم ...فيضفون شرعية علي ما تراه الاغلبية جائز وطبيعي 


أما نحن فالنزعة الدينيه قوية ومتأصله فينا منذ العهد الفرعوني ..والتاريخ خير دليل ...في العصر المسيحي والاسلامي ...الشعب متمسك بدينه ويرفض مثل هذه الاشياء ..بالاضافه الي الماده الثانيه من الدستور التي تمنع تشريع  سن قوانين  بهذه الاشياء و غيرها مما يتعارض مع الدين ..


فالليبراليه لا تخرج عن عرف المجتمع ...ولا تتعارض مع الدين بأي شكل من الاشكال ..هي قد تتعارض فقط مع من يقمعون الحريات باسم الدين 
هذا الرد علي الجاهل "الاستيكة يعني "


اما ان كان لديه بعض العلم ..مثلا طالب جامعي ..تعليم متوسط ..لديه بعض الثقافة ..فيعرف ما هي الليبراليه ..وانها ليست كفــرا ..وانها لا تعادي الاسلام ..ينتقل لمرحلة اخري ..
وهي ""ان كانت الليبرالية لا تأتي بجديد ..وانها تقول ما قاله الاسلام من 1400 سنة ..فلماذا السفسطائية ..وانا ليبرالي وبتاع 
ما تقول انا مسلم ..وخلاص 
طب فرضا انا مسيحي 
برده ما تقلش أنا ليبرالي 
احنا المسلمين الاغلبيه هنطبق الاسلام الصحيح ..وهتاخد حقك ..مش محتاج ليبراليه ولا حاجة ""
هذا نموذج لحوار بسيط يتكرريوميا  بين تيار الاسلام السياسي والتيار الليبرالي 
وقد حدث معي شخصيا 
وكان الرد ..
أعلم جيدا ان الليبرالية لم تأت بجديد 
بل ازعم ان الاسلام هو اصل الفكر الليبرالي 
وان منظري الليبرالية الكبار والمدافعين عن حقوق الانسان 
ان كان لدي البعض منهم العلم الكافي بالدين الاسلامي 
لوجدنا كتاباتهم امتلأت بأيات القران واحاديث الرسول 
حيث تقوم الليبرالية على:
1. حرية الأعتقاد ويقرها الإسلام في قولة:
 وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (سورة الكهف) وأيضا: وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (79) مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) سورة النساء
 وأيضا في قولة : رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (54) سورة الإسراء وأيضا في قولة : وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106) قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) سورة الإسراء


2. حرية الفكر ويقرها الإسلام في قولة : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) سورة النحل


3. التسامح ويقرها الإسلام في قولة : وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) سورة الشورى


4. أحترام كرامة الأنسان ويقرها الإسلام في قولة : وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) سورة الأسراء


5. ضمان حق الأنسان في الحياة ويقرها الإسلام في قولة : وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) سورة النساء
6. حرية التعبير ويقرها الإسلام في قولة : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) سورة الحجرات


7. المساواه بين الجميع ويقرها الإسلام في قولة : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (سورة الحجرات)


8. المساواة امام القانون ويقرها الإسلام في قولة : وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) سورة النحل


9. الحياد امام جميع اطياف الشعب ويقرها الإسلام في قولة : سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42) سورة المائدة وأيضا: إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَأوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) سورة ص.
وأيضا: يَا دَأوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) سورة ص.




الليبرالية كما ذكرت ..لا تختلف مع الدين ..
بل اراها تتوافق معه جدااا ..ان لم تكن جزء منه 
نعم كلمة انا مسلم "فكريا" تتضمن كلمة انا ليبرالي 
فهي كلمة جامعة شامله 
ولكن للاسف احيانا ..كلمة مسلم لا تكفي 
**نعم انت بتقول ايه ...؟؟
فعلا لا تكفي 
انت مسلم تدعو للتطبيق الفوري للشريعه ..واجبار النساء علي ارتداء الحجاب ..واغلاق الكباريهات والغاء سياحة الشواطئ ....وانا مسلم اقول لك لا ..
الاسلام يوجب علينا ..اصلاح المؤسسات اولا 
وتأهيل المجتمع لتطبيق الشريعه ..حتي يصبح تربة خصبة ..تنمو فيها نبتة الخلافة من جديد 
الاسلام ..ان نبدأ بالوجه السمح للاسلام فنسد الذرائع التي تدفع الناس لارتكاب الجرائم .."كالزني والسرقة"..بدلا من البدء بالوجه العقابي 
فلا نقطع يد السارق ..في مجتمع يأكله الجوع 
وتنتشر فيه البطالة 
ولا نفتح ميادين لاقامة حد الزني 
ونحن نعلم جيدا 
ان اغلبيه الشباب يعاني من ازمه جنسية بسبب تأخر سن الزواج  فنحن نعيش في نظام تأكله البطالة وازمة السكن 
عن نفسي ..فكريا اتفق جدا مع القول الثاني ..اصلاح المؤسسات ..وان اي تغيير تشريعي لابد ان يكون بالاجماع ...وان يكون المجتمع مؤهل لذلك 
اذن سأنضم لجماعة الاخوان المسلمين ..!!
نعم فهذا هو فكر الاخوان المسلمين 
التدرج في تطبيق الشريعة 
وهي جماعة قوية ومنظمه سأستفيد بالتأكيد من الانضمام اليها 
" استفيد فكريا طبعا ..ما تفهمنيش غلط "
ولكني وجدت الجماعة تختلف معي في بعض الاشياء 
منها مبدأ السمع والطاعة ..فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ...ولكن المسؤل التربوي اوضح لي ..سبب موقف الجماعة من كذا وكذا وفلان وفلان ..وان ذلك قائم علي اجتهاد ديني ..ولكني لم اقتنع بهذا الاجتهاد ..عقلي لم يتقبله ..ووجدت احتهاد اخر ...ووجب علي ان اعترض ..واعبر عن رأيي ورفضي لموقف الجماعة من هذا وذاك ..وهنا تم الاقصاء...
بالاضافة الي 
مادام هناك الاخوان المسلمون 
لماذا لا يكون هناك الاخوان المسيحيون ..؟؟
وما المانع 
انتم جماعة علي اساس ديني ونحن جماعة علي اساس ديني 
**ولكن نحن الاخوان المسلمون ديننا ..الاسلام ..دين ودولة ..اما انتم دين فقط ....
*تريد ان تقول ان ديننا ناقص ..تبا لك حذاري ان تكررها ..ولا تنس اننا لسنا بالقلة ...
ويبدأ الصراع ...وسنفشل سنفشل ..لا تقلق 
واحمد الله ان اغلبيه الاقباط مؤمنون بالفكر الليبرالي ومنتمون اليه 
هذا من رحمة الله بمصر
نعود لصلب الموضوع مره اخري 
قلت انا مسلم 
ولكني وجدت السلفي ..يريد التطبيق الفوري الجذري للشريعة  ..ويريد اشياء ارفضها ..فاختلفت معه .."بالرغم ان كلانا مسلم"
وذهبت للاخواني فاتفقت معه فكريا ...ولكن علي المستوي التطبيقي ..اختلفت معه ..فوجدت الصفقات ..ووجدت السلطوية ..ووجدت ..ووجدت ..فاختلفت معه وتركته 
وكلانا "مسلم "
فكان لابد ..ان يتبلور فكري في اطار معين ..اطار محدد ..لا يتمدد فيقمع الاخرين ..ولا ينكمش خوفا من سلطة الاغلبية 
اطار يحدد موقفي ..من كل القضايا الشائكه ..فكرية كانت .او ثقافيه ..او اقتصادية ..او سياسية ...الخ
اطار يضمني ويضم من يؤمنون معي بنفس الفكر 
اطار عندما يصل للسطلة ..لن يضيع وقته في مشاكل فقهية ...ونقاشات حول الدولة الدينية والمدينة .بل سيتجه مباشره للنهضه الشاملة ..
وليس ان تلك النقاشات لا تهمه ..ولكنها محسومة ...فهو  لا يخدع اعضاؤه ...ويقول لهم كلام فضفاض يسع الجميع ...
كما قلنا اطار محدد ..اراه لا يختلف مع كوني مسلم ..ولا مع اخر قبطي ..
ولكن يميزني عن تيارات واطارات اخري 
لهذا اقول انا ليبرالي 
لاميز نفسي علي المستوي السياسي عن غيري 
لاوضح بالضبط ما اريد .






أريد دولة مدنية ..دولة كل المواطنين فيها سواء أمام القانون ..المسلم كالمسيحي ...الغني كالفقير ...الكل سواء 
 دولة مؤسسات ...يتم انتخاب رئيس كل مؤسسه من بين عامليها ...و يتم اختيارهم بناء علي الكفاءه ...الكفاءه فقط ...ليس الواسطه ولا المحسوبيه ولا العرق ولا الدين 
- أريد اعلام حــر ..مستقل عن الحكومه وحزبها الحاكم ...ينقل نبض الشارع ...يساعد في تشكيل وعي سليم للمواطن ...يراقب الحكومه بكل شفافيه ويظهر اخطاؤها ...لا مجامل ولا متحامل ....
- نريد جهاز شرطة يحترم المواطن ...يعامله كأنسان 
- دوله وحكومة ومؤسسات وشرطه ومجتمع ..يحترم الانسان ويقدس حقوقه ...
هذا ما نريد ملتزمين بقواعد الدين السمح والقانون وعرف المجتمع ....
واحب ان اختم  بتعريف الشخص الليبرالي كما يراه الاستاذ ابراهيم عيسي ..وقد رأيت انه يخدم فكرة الموضوع 


"




بقى أن أقول لك تعريفى للشخص الليبرالى: هو من وجهة نظرى الشخص الذى يؤمن بأن العقل حر وأن من حق أى مواطن حرية كاملة فى التعبير والرأى وأن الأمة مصدر السلطات، وأن الديمقراطية هى الطريق الوحيد لاختيار الحكام وممثلى الشعب وأن السلطة غير مطلقة، بل مقيدة بإرادة الجماهير وأن السلطة ليست أبدية، بل مؤقتة بمدد محددة فى الحكم، وأن الاقتصاد مع ملكية الدولة لصناعات رئيسية ومرافق حيوية، وخدمات الصحة والتعليم مجانية، وضد الاحتكار، ومع حق العمل الخاص بمنتهى الحرية وفق القوانين مع شفافية مطلقة ومحاسبة كاملة على مصروفات ونفقات الدولة.


ثم إن الليبرالى المسلم هو أقرب فى الفكر إلى المعتزلة أو الأشاعرة (وبالمناسبة الأزهر الشريف أشعرى) وأقرب فى الفقه إلى الإمام الأعظم أبى حنيفة النعمان، وينتمى فى الاقتصاد إلى عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، رضى الله عنهم، ويلتزم منهج وسياسة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، فى سيادة القانون وإعلاء قيم العدالة والمساواة، ويؤمن بالانفتاح على الآخرين إيمان ابن رشد وابن سينا والإمام محمد عبده.. ويستشهد فى الميدان من أجل الحرية كما استشهد الحسين بن على، سيد شباب أهل الجنة!
""
هذه هي الليبرالية 


فلمــــــاذا يـســمونهــــا كفــــــــــرا ...؟؟؟؟؟


بقلم ..طــاهر رضــوان 

مـعـز بالله عبد الفتاح يكتب ..الرئيس والدستور معــا ..




أغلب المصريين قالوا الانتخابات أولا. وأغلب الثوار قالوا الدستور أولا. والمجلس العسكرى قال نعملها «ساندويتش»: اثنين انتخابات وبينهما دستور.

وسنظل نناقش ونناقش، نجادل ونتجادل، نقول ونقول فى مشهد عبثى نعيشه لأننا لا نعرف كيف نحسن الإنصات بل ولا نحسن القياس العقلى. وهذا النقد الأخير أوجهه لنفسى ابتداء. ولا أخفى القارئ الكريم سرا إننى أشعر بإهانة مهنية لأن ما يحدث فى مصر الآن كان يمكن أن يكون أكثر انضباطا وأقل تكلفة لو أن أهل الصنعة من دارسى التحول الديمقراطى كانوا فى مركز صنع القرار، أو من كانوا فى مركز صنع القرار لديهم البصيرة كى يفرقوا بين أهل الصنعة وأهل «الفتى» الذين يضرون البلاد بل وأنفسهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. إن معرفة الفرق بين حبة «الألماظ» وحبة «الزجاج» تحتاج عينا مدربة، وبالمناسبة أنا لا أملكها، ومن يستوى عنده الاثنان فهو ليس أهل صنعة. والقضية هنا ليست «نعم» أم «لا» فى الاستفتاء الدستورى فى مارس الماضى، القضية كانت فى أن الطريق الذى نقرره لابد أن نحسن الالتزام به. لو قررنا أن نأخذ طائرة من القاهرة إلى أسوان فغير المتوقع أن أحمل معى شوالا من المأكولات والمشروبات لأن الطائرة ينبغى أن يكون فيها هذا كله. أما إن قررت أن أذهب إلى نفس المكان بالسيارة، فممكن أن أحتاج بعض الطعام والشراب.

وحين وقف الإنسان مدافعا عن قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة ابتداء بإجراء انتخابات تشريعية ثم رئاسية سريعة، كان يظن أنه يسدى خدمة أكبر للثورة وللثوار وللقوى اليسارية والليبرالية، حيث غلبت حيوية «الرأى العام الثائر» رسوخ «الثقافة السياسية المحافظة»، وهذان مصطلحان مهمان فى عالم السياسية. «الرأى العام» يعبر عن توجه سريع ومباشر تجاه قضية أو مجموعة أشخاص فى لحظة بذاته وهذا ما كان يحكم فكر المصريين وعقيدتهم فى الأشهر الستة الأولى من الثورة. أما «ثقافتنا السياسية» فهى بطبيعتها محافظة تميل للالتزام بالثوابت سواء كانت تفضيل الكبير على الصغير والرجل على المرأة والمتدين على غير المتدين. بعد الثورة مباشرة كان «الرأى العام» مستعدا لأن يرد الجميل للثائرين بمقاعد فى المجلس معارضا بذلك ما ساد فى «ثقافتنا السياسية» لهذا كان الإسراع بالانتخابات فى صالح الجميع، لكن أما وقد ضاعت اللحظة عاد المصريون إلى «ثقافتهم السياسية» لنجد أن من دخل البرلمان من الثوار أقل كثيرا جدا من الرقم الذى كان من الممكن أن يحصلوا عليه لو كانت الانتخابات جرت فى موعدها فى يونيو أو يوليو. ومن هنا نرصد أن أكثر الناس انتقادا للمجلس العسكرى الآن تحت ذريعة «التباطؤ والتواطؤ» و«إجهاد وإجهاض» الثورة هم من كانوا يطالبونه فى يونيو الماضى بتأجيل الانتخابات قدر المستطاع.

ومن هناك كان دفاعى عن موقف المجلس الأعلى للقوات المسلحة آنذاك لأنه كان يفعل ما غلب على ظنى أنه الصواب بأن يخرج من المشهد السياسى بأسرع وقت ممكن وأن يترك للمدنيين إدارة شئونهم، ولكنه لم يفعل. ومن هنا تغير موقفى منه بوضوح وانتقدت موقفه لأنه يضر بالصالح العام، ويضيع روح الثورة التى كانت ينبغى أن تترجم إلى مقاعد فى البرلمان من خلال الثوار أنفسهم، فضلا عن الاستنزاف الاقتصادى غير المبرر؛ ومن أسف أن أغلب خسائر هذه الثورة فى الأرواح ارتبطت بأشهر التأجيل.


وها نحن ندخل فى الجدل مرة أخرى، هل الرئيس أولا، أم الدستور أولا. والإنسان لا يتوقف عن الدخول فى نقاشات ضافية مع أهل الاختصاص والسياسيين والثائرين. ومن هنا يذهب بعض الأصدقاء من الثوار إلى أنه طبقا للاستفتاء على التعديلات الدستورية الذى أجرى فى مارس 2011، ووافق عليه أغلبية المصريين، والذى حوت أكثر من نصف مواده آلية وشروط الترشح لانتخابات الرئاسة، فإن خارطة الطريق المتفق عليها هى: عقد الانتخابات البرلمانية، ثم الرئاسية، ثم بدأ الكتابة فى الدستور عبر جمعية يختارها أعضاء مجلسى الشعب والشورى المنتخبون فى وجود سلطة تشريعية منتخبة من الشعب.

ووفقا لهذا المسار، فإنه من المفترض أن يفتح الباب لانتخابات الرئاسة مباشرة بعد انتخابات مجلس الشورى فى نهاية فبراير. ممّا يعنى أن مصر سيكون لها رئيسا منتخبا فى منتصف أبريل 2012 بحد أقصى.

لكن المجلس العسكرى، مدعيا أنه فعل ذلك تحت ضغط الثوار والقوى الليبرالية أو فى محاولة لاسترضائهم، حدد خارطة للطريق تخالف ما جاء بالاستفتاء الذى وافق عليه أكثر من 14 مليون مصرى فى مارس 2011 باشتراط كتابة الدستور قبل انتخاب الرئيس، مع وعد بإجراء هذه الانتخابات فى يونيو 2012.

ويرى بعض الأصدقاء الثوار، ومعهم حق، أن فى ذلك عدة إشكاليات، منها اشتراط الانتهاء من صياغة الدستور، ثم الاتفاق عليه قبل انتخابات الرئاسة، فسيؤدى ذلك لتأجيل هذه الانتخابات أو إلى التسرع فى كتابة دستور مصر ما بعد الثورة، مما قد يهدد البناء الديمقراطى الذى يجب أن تكون فيه كل مؤسسات الدولة الحديثة التى نسعى لبنائها تحت الرقابة الكاملة من السلطات التى انتخبها الشعب. ومن هنا لخصها الأصدقاء الثوار فى أنه «لا دستور تحت حكم العسكر.»

هذه كانت وجهة نظر من يرون «الرئاسة أولا.» وهناك وجهة نظر أخرى تقول إنه من الخطورة بمكان أن يأتى رئيس بلا دستور يحد من صلاحياته أو أن يلتزم فى صلاحياته بالإعلان الدستورى الذى من الناحية العملية هو امتداد لدستور 1971 وعليه فهى صلاحيات مهولة، يضاف إليها أن «المجلس الأعلى للقوات المسلحة» سيظل فى المشهد السياسى بشكل غير مقنن لأنه من الناحية العملية «المجلس الأعلى للقوات المسلحة» ليس مذكورا بخير أو بشر فى دستور 1971، وإنما هو كيان إدارى يدير الشئون الداخلية للقوات المسلحة ولكنه بحكم «التكليف» من الرئيس السابق أصبح له «سلطة أمر واقع.» ومن هنا يكون الخطر: لو اتفق هذا المجلس الأعلى مع الرئيس القادم قبل الدستور أو حتى اختلف معه من الذى سيفصل فى الخلاف أو يحدد تفاصيل الاتفاق بينهما.

***

لكل وجهة نظر وجاهتها، وتصل إلى استنتاج سليم وفقا لافتراضاتها، وعند مناقشة الموضوع ابتداء فى «بيت الحكمة للدراسات الإستراتيجية» ظهرت فكرة على لسان بعض الزملاء قد تستحق النقاش. الفكرة تقول «الدستور والرئيس معا»، حيث نفتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية الآن وحتى قبل الانتهاء من انتخابات مجلس الشورى على أن يغلق بعد انتخابات مجلس الشورى بأسبوعين (أى منتصف مارس). وتكون انتخابات الرئاسة فى أول يونيو. ويكون تنصيب الرئيس الجديد فى النصف الثانى من شهر يونيو (المهم قبل 1 يوليو فى كل الأحوال). وفى مسار مواز يجتمع الأعضاء المنتخبون من المجلسين فى أول مارس للاتفاق على الجمعية التأسيسية للدستور والتى ينبغى أن تباشر عملها على أقصى تقدير بدءا من منتصف مارس على أن تنتهى من عملها فى منتصف مايو (إذن أمامها شهران من العمل الدءوب لإنجاز الذى يعمل على صياغته الأولية كثيرون من الآن)، ويكون يوم انتخاب رئيس الجمهورية هو ذاته يوم الاستفتاء على الدستور (فيعرف الرئيس الجديد صلاحياته ابتداء، ونوفر بعضا من الجهد والوقت والمال). وعلينا مساعدة الجمعية التأسيسية من الآن وحتى انعقادها أن نوسع مقترحات الدستور تمحيصا كى نقدم للجمعية التأسيسية خلاصة ما لدينا من أفكار وبدائل عسى أن يجد أعضاؤها فيها ما ينفع.

ومع ذلك هناك تخوفات لا بد من تأملها. هناك من يخشى أن يكتب الدستور فى ظل الحكم العسكرى، وهناك من يفضل أن يقوم مجلس الشعب باختيار رئيس مؤقت. وغيرها كثير من المخاوف التى أرجو أن أناقشها فى مقالات الأسبوع المقبل بعد أن يسطرها الأصدقاء سواء على موقع صحيفة «الشروق» أو موقع «بيت الحكمة» على الفيس بوك عسى أن يجعل الله لأهل هذا البلد الطيب بعد عسر يسرا.

وائــل قنـديل يكتــب ..السمسرة مستمرة على دماء الشهداء .!!




فى التاسع والعشرين من يونيو الماضى كتبت محذرا من عمليات سمسرة يمارسها مشايخ وضباط فى بيع دماء شهداء الثورة.. وفى بدايات يوليو قلت إن الدولة ممثلة فى المجلس العسكرى والحكومة والأزهر الشريف ترتكب جريمة الصمت على بيع دماء الشهداء فى المزاد.


فى ذلك الوقت علمت من اسر شهداء فى الإسكندرية ومحافظات أخرى أن مشايخ يقومون بدور السماسرة بين الضباط المتهمين فى قضايا قتل الثوار وبين العائلات التى فقدت أعز أبنائها فى ميادين الثورة.

وحذرت من أن ما يجرى من شأنه أن يصيب القضية فى مقتل، ويضرب معنى الثورة فى الصميم ويفتح الباب لإتلاف القضايا وإخفاء أدلتها قبل أن تصل إلى القضاء.

وبالفعل جرت تطورات خطيرة طوال الأشهر الماضية، حيث نجح السماسرة فى إجبار بعض العائلات على التنازل أو تغيير الأقوال أمام النيابة بإغراء المال تارة، وبالإرهاب أخرى وبالابتزاز الدينى مرة ثالثة، حيث استفرد ببعضهم مشايخ ولنهارنا عليهم لفتاوى فاسدة عن الدية، وأن عصفورا فى اليد خير من لا شىء على منصة القضاء على اعتبار أن أحدا من الضباط المتهمين لن يعاقب.

غير أن المهزلة بقيت قائمة فلا وزير العدل فى ذلك الوقت تحر ك ولا النائب العام اهتم حتى وصلنا الى مرحلة صار من يتحدث فيها عن حقوق الشهداء والمصابين متهما بالمتاجرة والمزايدة. وأقدم واحد من ذوى الضحايا على الانتحار بإشعال النار فى نفسه فى ميدان التحرير.

وبالتوازى مع ذلك تنزل أحكام البراءات للمتهمين بقتل المتظاهرين على رءوس الجميع كل يوم حتى استبد الإحباط بالناس إلى درجة توقع بعضهم براءة مبارك والعادلى ومنحهما أنواطا وأوسمة وإحراق أسر الشهداء فى إفران الغاز.

ولقد صدمت حين اعلن الكاتب الكبير الصديق علاء الأسوانى فى صالونه الثقافى الأسبوعى أمس الأول رسالة من والد أحد الشهداء فى الإسكندرية يستغيث فيها من أن عدد الأسر التى جرى اصطيادها بشيكات التعويضات المغلفة بالفتاوى الفاسدة والتهديدات الأمنية قد ارتفع.

إن مجتمعا يصمت أمام بيع دماء شهدائه فى سوق النخاسة بعد ثورة غير مسبوقة هو مجتمع لابد أن يشعر بالعار، كما أن سلطة حاكمة تجرى أمامها كل هذه الفضائح لا تستحق أن تبقى فى موقعها أكثر من ذلك.

نـوارة نـجـم تـكـتـب ..بقــرة مـدنيــة ..!!




حين سُئلت على «أون تى فى» لايف، عن الجهة التى أرى أن يسلم لها المجلس العسكرى السلطة، جاءت إجابتى تلقائية: أى بقرة مدنية بس يشيلوا الدبابة من فوقنا. مما أثار استياء بعض الناس ممن علقوا: احنا يحكمنا بقرة؟
عدم اللامؤاغزة… هو بيحكمنا غير بقرة؟ ما قعدتو تلاتين سنة تحت حكم بقرة يعنى، لازم تخلونى أحرجكم؟
لن يكون هناك أسوأ من الحكم العسكرى إذ لا أظن -والله أعلم برضه ماحدش ضامن- أن «البقرة» المدنية التى ستتسلم السلطة لديها من السلاح والعتاد و«الرصيد» -ههههه فاكرينه؟- الذى يسمح لها بإطلاق الرصاص الحى، وإلقاء الجثث فى المزابل، وتعرية النساء، ومن ثم فسيكون لدينا الإمكانية أن نأخذ وندّى فى الكلام من غير ضرب.. ننوع شوية، نخش على الشتيمة، استوينا مشارح ومستشفيات.
كانت الثورة الأولى ضد رأس النظام بطعم السخرية الغاضبة، لأن المخلوع يتمتع بقدر كبير من الاحتقار فى نفوس المصريين، كان راجل عِرّة الصراحة. أما الثورة الثانية على العسكر فتحمل الكثير من السخرية المرة المختلطة بالصدمة والتهكم على الذات. أصل كَلنا على قفانا. وكان من أكلنا على قفانا جهة تتمتع بأطنان من المحبة والإعزاز المختلطين بخيالات وردية زرعها، ونماها، ورعاها، تراث طويل من أفلام حرب أكتوبر، وأغنيات حماسية، فوثق الناس فى تلك الجهة، وأمنوا مكرها تماما، وربما تغاضينا عن حقيقة أن الجيش الذى حارب إسرائيل، ليس هو ذاته الجيش الذى يتلقى معونة أمريكية ليحارب العراق، ويصنع الحلل والبوتاجازات، ويوفق راسين فى الحلال فى صالات أفراحه وقاعاته. فاحنا بقى زعلنا… زعلنا قوى، زعلنا قوى قوى قوى قوى، وبكينا، ورأيت الشباب الذى كان يهجم على مدرعات الأمن المركزى وهو يضحك ساخرا، يقف مشدوها، مبهوتا، منتحبا أمام رصاص الجيش المصرى ومدرعاته، لا يهرب، ولا يواجه، وإنما يردد فى ذهول: هو ده الجيش بتاعنا؟ ليه؟ احنا عملنا لكم إيه عشان ده كله؟ (لا إله إلا الله.. أهو.. أدينى عيطت تانى) بس يا سيدى… وغدرك بيا، أثر فيا، واتغيرت شوية شوية، اتغيرت ومش بإيديا، وبديت أطوى حنينى إليك، وأكره ضعفى وصبرى عليك، واخترت ابعد، وعرفت أعند، حتى الهجر قدرت عليه، شوف القسوة بتعمل إيه؟
عقب هذه الصدمة العاطفية، لم يعد من الممكن أن يمر الناس بصدمة أكبر، وبناء عليه فأى جهة ستتسلم السلطة، سواء كانت مجلس الشعب المنتخب أو مجلساً رئاسياً أو انتخابات رئاسية مبكرة أو حتى هيئة قضائية فلولية، أى حاجة، أى حاجة، إنشالله مدير الشؤون القانونية فى مجمع التحرير، فلن يفلت من الرقابة الشعبية، وبصراحة كل الصدمات اللى أخدناها حتطلع على عينيه… هو حييجى أغلى من الجيش؟ كما إن الجهة التى ستتسلم السلطة ستكون غير مسلحة، وعلى الله بقى يفكر يستخدم السلاح، عشان نعصره ينزل سلطات صغيرين. والشعب المصرى الآن مثل علية بعد ما عمو عزيز مات فى فيلم «أين عمرى»، وحنركب عجل، ونصاحب أحمد رمزى، ونعمل اللى على كيف كيفنا، وعلى الله حد يتعرض لنا…. كفاية اللى شفناه فى حياتنا.
يقول المنطق، بأن الجهة المنوط بها تسلم السلطة -كاملة.. سامعينى؟ كااااااااملة- من الأفضل أن تكون جهة منتخبة، على الأقل لتهاب من انتخبوها، ييجى واحد يقول لى: يعنى نسلمها للإخوان والسلفيين؟ أنتى نسيتى اللى عمله الإخوان أيام محمد محمود؟ نسيتى السلفيين اللى حرّموا الثورة على الحاكم؟
لا مانستش… ولا يفتكر غيرى، لكن، وهل شارك المجلس العسكرى فى الثورة حتى يحتفظ بالسلطة؟ ثم إن فكرة المجلس الرئاسى المدنى -التى أراها أنا مناسبة- ليست محل إجماع، لو أجمع عليها الناس قشطة أنا راشقة، وإن لم يجمع عليها الناس فلا محل لإضاعة الوقت فى الخلاف، لأن الرابح الأوحد هو المجلس العسكرى الذى سيظل محتفظا بالسلطة طوال فترة مناقشاتنا العبثية، وكل لحظة تمر علينا والعسكر فى السلطة تكلفنا دماء وأعيناً وأعراضاً منتهكة، وبالمناسبة بقى الجيش ده عايز يتفوّر، لأنه لن يتمكن من خوض أى حرب محترمة، الجيوش التى تعتدى على المدنيين العزل تفقد قدراتها القتالية بشكل آلى. محل الإجماع الوحيد الآن هو الجهة المنتخبة، تحف بقى وبياخدوا صورة تذكارية على كراسى مجلس الشعب، وبيعملوا دقات ندالة.. عادى، هاتوهم واحنا حنربيهم، ولو ما اتربوش حنخلى اللى ما يشترى يتفرج عليهم، وإن لم يجمع الناس على هذا الحل فأى بقرة مدنية تسد.. المهم أن يرحل العسكر الآن، فورا، حالا، أنا راشقة فى أى حل.. بس ارحمونى من المشرحة.

ابــراهـيـم عـيـسـي يكتـب ..مــاذا ينتــظر المشــير..؟!!


المجلس العسكرى فشل فى إدارة البلاد لدرجة أنه لا يعرف أنه فشل!
هى مناسبة فى غاية الأهمية أن نتعلم فى ما هو قادم أن لا يتولى قيادة جيشنا أبدا رجل فوق الستين من عمره، ولا يبقى فى مقعده يوما واحدا بعد الستين، ولا يستمر فى مسؤوليته مدة تسمح له بأن يعتقد أنه مخلد فى مكانه!
نحتاج إلى أن لا يعتقد هذا القائد أن البطء والإنكار والتجاهل حكمة يجب أن نحييها فيه، أو ضبط نفس يجب أن نشكره عليه، بل تكون الاستجابة المخلصة السريعة الصادقة.
فما نراه من صمت وشلل المجلس العسكرى عن رد الفعل تجاه خروج ملايين المصريين يطالبون بتسليمه السلطة للمدنيين فورا، إنما هو رد فعل الثامنة والسبعين على طاقة شعب فى الثلاثين من عمره!
المذهل أن المجلس العسكرى فشل فى إدارة البلاد لدرجة أنه لا يعرف أنه فشل! لقد أثبت جنرالات المجلس العسكرى أنهم بالفعل جنرالات مبارك واختياره السليم الوجيه، وأنه أبقى عليهم لأنه يعرفهم جيدا فهم مثله وهم معه وهم تلاميذه، وقد مد لهم فى خدمتهم وفوق سن معاشهم فهم مخلصوه حتى لو أجبرهم الثوار على غير ما رضوا وبغير ما اتفقوا، إلا أنهم رجاله المختارون بعنايته ورعايته فى مستوى سياسته وعلى قدر مواهبه المحدودة وبكفاءته السياسية الضحلة!
ما الذى ينتظره المجلس العسكرى؟
ينتظر أن يهدأ الشارع ويعود الملايين إلى بيوتهم وأن ينحصر الوضع فى اعتصامات مئات فى الميدان ويشغل عليهم آلة الكذب والتضليل وسخافات جهل تصريحات لواءاته ورقاعة منافقيه فى الهجوم على أنبل من فى مصر، حراس الثورة وحماة الحلم.
ينتظر المجلس العسكرى أن يحتوى الإخوان المسلمون الموقفَ بخطب وبيانات وغسيل سمعة فى البرلمان يمتص الطاقة ويبرد السخونة!
ينتظر أن يختلف السلفيون مع الليبراليين فيدخلوا فى عركة عكّ جديدة من قبيل رمى تهم الكفر على الليبراليين ورمى تهم التخلف والإرهاب على السلفيين ويسعد «العسكرى» بانشغالهم عنه!
ينتظر «العسكرى» دور الإخوان فى الصفقة، فها هو ذا قد برَّ بنصيبه وفعل ما اتفق عليه وهو إجهاض الثورة وتحويلها إلى عمل إصلاحى جزئى ليس فيه إلا انتخابات حرة غير ديمقراطية تجرى بناء على نظام انتخابى معقد ومركب وملعوب فى أساسه، يأتى بأحزاب دينية سمح لها بالظهور رغم مخالفتها أبسط قواعد والتزامات الإعلان الدستورى فى طرمخة من جنرالات «العسكرى» فاضحة وفادحة لكنها محسوبة ومطلوبة، كما جرى بالضبط فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات حينما تصور أن إطلاقه الحرية للتيار الدينى للعمل فى الشارع بدعم ورعاية من الدولة كفيل بضرب نشاط وحركة وفكر اليسار والناصريين المزعجين للسادات وقتها والمعارضين لسياسته فى التحول عن منهج عبد الناصر، وقد فعلها السادات فعلا وتمكن من تصفية العمل اليسارى والقومى، ولكن الثمن كان أن تمرد عليه النمر الذى رباه فى حديقة منزله والتهمه فى اغتيال المنصة الشهير. لكن لأن الجنرالات فى المجلس العسكرى لا يعرفون تاريخهم ولا يقرؤون الكتب ولا يفهمون فى السياسة ولا يدركون خريطة الشارع ولا الواقع ولا يبتكرون بل هم من مدرسة نفِّذ واتظلم، وتمام يا افندم، ففعلوا نفس ما فعل السادات، تحالفوا مع الإخوان كى يخلصوا من العيال بتاعة التحرير وقوى الثورة الحرة!
الصفقة التى عقدها العسكر مع الإخوان أتت ربحها الأول للإخوان، فقد سيطروا على مجلس الشعب، بقى إذن أن ينفذوا جانبهم من الصفقة وهو ما بدؤوا به فعلا فى منظر مخزٍ فى التحرير، حيث تحول جهد مئات من شبابهم إلى حماية منصة الإخوان من أى تدخل أو تداخل من الثوار وغاب هذا المشهد الالتحامى المنصهر بين الجميع فى الثمانية عشر يوما فى يناير 2011، أما الآن فى يناير 2012 فالإخوان منعزلون وعازلون بين الثورة و«العسكرى»، حماة ورعاة للعسكر ضد الثورة، لم يشاركوا فى مسيرات ولا رفعوا شعارات ضد العسكر بل كانوا أشبه بمندوبى رئيس الجمهورية فى سرادق العزاء أو مناسبات تسليم الكأس والميداليات للفائزين بالبطولة، حضور بارد وبروتوكولى وممثلون لغيرهم!
لم ينجح الإخوان فى إجهاض مظاهرات 25 يناير ولا جمعة الغضب الثانية ولم يستطيعوا استنزافها ولا تحويل مسارها رغم جهودهم الحثيثة مع إعلام ماسبيرو ومندوبى المجلس العسكرى من مقدمى برامج وضيوف فى الفضائيات الخاصة، بل فشل الإخوان أمام حلفائهم تماما فى هذه النقطة، لكن بقى أنهم مضطرون إلى إتمام صفقتهم كذلك بالموافقة على استمرار «العسكرى» حتى شهر يونيو، ربما كى يستعد الإخوان لاستلام التركة فهى ثقيلة وهم مش قدها خالص دلوقتى وعايزين حد يلبسها بدلا عنهم سواء حكومة جنزورى أو مجلس عسكرى أو رئيس ييجى يشيل والإخوان يعملوا فيها كانوا بيصلوا الضهر وماكانوش هنا. إذن بنود الصفقة:
١- إجهاض الإخوان أى مشروعات لتسليم السلطة حتى يونيو.
٢- الاتفاق على اسم مرشح رئاسى محل ثقة العسكر والإخوان، مهمته سماع الكلام.
٣- دسّ مواد على الدستور تضمن حماية للعسكر وميزانيتهم وحصانة للمشير والفريق واللواءات من أعضاء «العسكرى» من أى مساءلة أو محاسبة.
ما نستطيع أن نؤكده طبقا لملايين المصريين فى الشوارع والميادين لحظة نداء الثورة أن هذه الصفقة المشبوهة لن تنجح، بل سيدفع الطرفان ثمنها غاليا!
تريد أن تتأكد، تأمل الميدان لتعرف وانتظر وسترى!

دفاع العادلي يطلب شهادة «البرادعي» حول جمعة الغضب

واصلت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت الاستماع إلى مرافعات هيئة الدفاع عن وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، في قضية اتهامه بالاشتراك مع الرئيس السابق حسنى مبارك وعدد من القيادات الأمنية بوزارة الداخلية بالتحريض على قتل المتظاهرين السلميين إبان احداث ثورة يناير من العام الماضي، حيث طالب الدفاع عن العادلي في جلسة اليوم باستدعاء الدكتور محمد البرادعي للمثول أمام المحكمة ومناقشته في شأن وقائع قتل واستهداف المتظاهرين السلميين .
وأضاف المحامي محمد الجندي عضو هيئة الدفاع عن العادلي، أن اللواء أسامة المراسي مدير أمن الجيزة السابق قرر في أقواله أمام النيابة العامة أنه يوم 28 يناير من العام الماضي والمعروف بجمعة الغضب، قام بأداء صلاة الجمعة في مسجد الاستقامة بالجيزة، حيث تصادف أنه شاهد الدكتور محمد البرادعي والكاتب الصحفي إبراهيم عيسى إلى جواره يشرعان في أداء الصلاة.
فبادر المراسي في التوجه اليهما والقاء التحية عليهما وأنه عقب الانتهاء من أداء صلاة الجمعة خرج البرادعي ووقف أمام مدخل المسجد ولوح للمتظاهرين بأداء التحية لهم، وكان الى جواره إبراهيم عيسى غير أن المظاهرات أمام المسجد شابتها بعض أعمال العنف والشغب، وشرع بعض المتظاهرين في تحطيم المحال التجارية وإحراقها فسارع البرادعي ومن معه الى الدخول الى المسجد خوفا من أعمال الشغب.
وأشار محامي العادلي أن اللواء أسامة المراسي أكد في التحقيقات أنه بعد التشاور مع الدكتور البرادعي والاتفاق معه تم تكليف عدد من قوات الشرطة لتأمين وصول الدكتور البرادعي الى منزله خشية على حياته، مطالبا باستدعاء البرادعي لسماع أقواله ومناقشته بشأن تلك الأاقوال التي ذكرها اللواء المراسي

د.محمد يسري سلامة يكتب: أنا كريم بنونة






أشكركم جميعًا على الدموع التي ذرفتموها عليَّ وعلى رفاقي 
كلما شاهدتم صورنا وتذكرتم أسماءنا، ولكن هذا ليس غايةَ ما أرجوه منكم. أود أن أخبركم أنني حين نزلت إلى الثورة لم أكن فقيرًا ولا معدمًا ولا بائسًا، بل كان عملي على أحسن ما يرام وأتقاضى مرتبًا ممتازًا، ثم إنني من أسرةٍ ميسورة الحال أصلاً، فلم أواجه مشكلةً ماديةً من أي نوعٍ ولله الحمد. لكني رأيت كثيرًا من أبناء وطني ليس كذلك، ورأيت منهم كثيرين يسكنون القبور، والقرى والعشوائيات التي تشبه القبور أو هي أسوأ منها، محرومين من كل شيء، ولا أمل لديهم في شيء. لم أكن سعيدًا برغم حالتي المادية الجيدة، لأن المؤمن هو من يحب لأخيه ما يحب لنفسه. ثم إنني أذكر ذلك الشعور بالفرحة المختلطة بالإحساس الغريب بالذنب كلما أنعم الله عليَّ بولدٍ من أولادي، فرحةً بخروجه إلى الدنيا وإحساسًا بالذنب خوفًا من أن أكون سببًا في أن يعيش الحياة نفسها التي عشتها في ظلمٍ وبطشٍ ونفاقٍ وفساد، وأن يقهره ذلك كما قهرني وكاد أن يقضي على روحي وعلى رجولتي، ومن أن يمرضه الطعام الملوث الذي أطعمه إياه والهواء الملوث الذي يتنفسه، وأن يتلقى تعليمًا سيئًا يصبح معه نصف جاهل ونصف مثقف، وأن يُلقى في أتون المشكلات اليومية الخانقة ككل مصريٍّ حتى يكره نفسه وحياته، وأن يرى الفساد والكذب والإهمال والقذارة أمامه كلَّ يوم من دون أن يقدر على تغيير شيءٍ من ذلك، حتى يضطر مثلما فعل معظم أصدقائي إلى الهجرة وترك الوطن للبحث عن فرصةٍ له في حياةٍ كريمة يشعر معها بأنه إنسان وليس شيئًا لا قيمة له ولا اعتبار، أو أن يحاول الهرب ونسيان كل شيء فتتخطفه المخدرات والحياة الماجنة كما حدث لبعض أصدقاء الدراسة حتى صاروا شبه أحياء وشبه أموات، أو أن يحيا فقط لينتظر الموت في وطنٍ خرج من سجلات التاريخ.


أنا كريم بنونة فاسمعوني، وأنا أنتمي إلى دين عظيم لا يرضى بالسكوت والخنوع أمام الطغاة، وإلى وطن عزيزٍ تلوث بزمرةٍ من اللصوص والقتلة والأفاقين الذين لا يرقبون في بلدهم إلاًّ ولا ذمة، ولم يراعوا الله فيما استأمنهم عليه طيلة سنواتٍ طوال، فنهبوا خيراته وأضاعوا مقدراته ودمروا شعبه من كلِّ وجه. لم يكن يسعني السكوت ولزوم البيوت، ولم أصدق كلَّ ما يقال في إعلامنا الكاذب الذي أعلم كذبَه، فتوكلت على ربي واستجمعت شجاعتي وخرجت مع رفاقي وقُتلت في يوم جمعة الغضب.


إنني أشتاق كثيرًا إلى أبنائي وضجيجهم وكلامهم وضحكهم وبكائهم وكلِّ مشاكلهم، وتعلِّقهم بي عندما كنت أعود إلى المنزل بعد يوم عملٍ شاق، وإلى وجه أبي الطيب السمح، وإلى إخوتي وأهلي وأصدقائي ووطني، لكني أعلم أن الله تعالى سيحوطهم برعايته كما أجزل لي الثواب وأحسن جزائي أنا ورفاقي الذين قُتلوا معي، لكني مع هذا أرى نظرة الحزن في أعين رفاقي هؤلاء، لأن من قتلهم ما يزال حرًّا طليقًا يقتل ويخرِّب ويدمِّر ويُفسد وينام ويضحك ويعيش حياته كأن شيئًا لم يكن، ولأنهم حين خرجوا قبل عامٍ من الآن أرادوا أن يفتدوا أبناء وطنهم بأرواحهم لتكون هذه نهاية الفساد والظلم، وحتى لا تُسفك دماء أخرى من أجل تحقيق ما ضحوا لأجله، لكنهم وجدوا كثيرًا من أحبائهم يلحقون بهم بعد ذلك، ويشكون إليهم من أنهم وجدوا شيئًا لم يتغير، ولا يتغير، ولا نيةَ لتغييره حتى اضطروا إلى أن يسلكوا الطريق نفسه الذي سلكناه.


إنني فخور بأننا رفعنا الظلم والتمييز عن كاهل كثيرين حتى صاروا آمنين مطمئنين لهم كامل الحقوق كمصريين بل ونوابًا في البرلمان، لكني أريد منهم مع هذا ألا ينشغلوا بالمكاسب السياسية عن قضايا الوطن الأساسية، وألا ينخدعوا بالكلمات المعسولة والوعود الكاذبة التي ضللتنا طيلة عقود، وألا يجرهم أحدٌ أبدًا إلى مواجهة أشقائي الذين يريدون استكمال ما بدأناه، ومحاولة قمعهم والفتك بهم، لأن الذين سيفعلون ذلك من أجلهم ولإرضائهم لم يحمونا من القتل، واكتفوا بمشاهدة من يذبحنا وهو يذبحنا، ثم أسبغوا عليه حمايتهم بعد ذلك ليفلت من العقاب، ثم قتلوا المزيد والمزيد، وشملوا برعايتهم الفساد والفاسدين وأبقوهم في مواقعهم وكأنهم يتعمدون إهانتنا وإهانة ما متنا لأجله.


بالأمس زارني بعض رفاقي الذين قُتلوا أمام أقسام الشرطة والدمع يترقرق في عيونهم لأنهم يبرؤون قاتليهم من جرمهم، ألم تكن ثورة؟ ألم تكن الشرطة أداة قمع النظام؟ ثم هل قتلنا أحدًا؟ ألم نكن نحمي ضباط الشرطة ونعطيهم ملابسنا المدنية كيلا يتعرضوا لأي مكروه؟ هل نحن جناةٌ أم مجنيٌّ علينا؟ لم أعرف كيف أجيبهم، وما استطعت النظر في عيونهم.


أحب أن أشكر ذلك الرجل الشهم الذي خبَّأني في دكانه حينما كانت جحافل الأمن المركزي تطاردنا يوم الخامس والعشرين من يناير الفائت، والذي كان قبطيًّا بالمناسبة، ولم تمنعه لحيتي من مساعدتي وتعريض نفسه للخطر من أجلي، برغم كلِّ ما فعلوه للتفريق بيننا وإيهامنا بأن مشكلة كلٍّ منا تكمن في وجود الآخر وبقائه، وليست في فسادهم وظلمهم وجشعهم وعمالتهم. شكرًا لك، وقد تعلمت درسًا لن أنساه.


أكثر ما يسعدني في هذه الأيام هو أني أرى كثيرًا من أحبائي الذين كانوا رافضين أو متشككين أو مترددين أو خائفين من ثورتنا يقتنعون أخيرًا بما ثرنا لأجله وينضمون إلى إخوانهم في الميادين، وأطالع وجوهًا كثيرةً لم أرها من قبل، فالحمد لله على ذلك. أعلم أننا قد استرحنا وأنكم متعبون، وأننا قد أتانا اليقينُ من ربنا وأنتم ما زلتم تدافعون اليأس والإحباط، وأنكم تواجهون حربًا شعواء وأكاذيب كثيرة، ولا أملك سوى أن أقول لكم صبرًا، فلتثبتوا على الدرب لا من أجلي لكن من أجل مستقبل أبنائي الذين تركتهم أمانةً في أعناقكم ووديعةً عندكم.


أنا كريم بنونة الذي تعلَّم أن يقاوم، وأن يموت ولا يساوم، فاسمعوني أو اقتلوني مرة ثانية، لكنكم أبدًا لن تسكتوني، فأنا مناضل لا يجادل على الحقوق أو القضية، فلا تضيعوا ما متنا لأجله، ولا تفرطوا فينا، ولا تخونوا في الوصية...(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِم، فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَولاً سَدِيدًا).    

الخميس، 26 يناير 2012

الطــريق الي الجنــة




الطــريق الي الجنــة 


---------------------------
هها انا ذاهب الي موقف السيارات ....يا هلتري أصادق هذا الاعلان ...أهناك طريق للجنــة ....من ذاك يستطيع ان ياخذني اليــها ....اشــك ...واتمني ...


بعد اذنك يابني 
الاقي فين السواق دا ...نــظر الي الاعلان باستغراب ...أها الشيخ فانوس 
اللي هنــاك دا يا حــاج 
نظرت له فوجدته رجل تبدو عليه المهابة والتقوي والرزانه والخبرة واشياء كثيرة لا ادري ان كان احساسي صاادق ...أم انه من تأثير الاعلان ..؟؟
بسم الله ما شاء الله ..دا باين عليه راجل تقي 
شكرا يابني 
وتوجهت الي السائق 
فوجدت من ينادي علي 
"ياحاج "
استني بس "..
"في ايه يابني "
معلش يا حاج كنت عايز اقلك حاجة 
"خير يابني "
بص يا حاج عشان تبقي علي نور من اولها 
الشيخ فانوس دا راجل محترم اوي بس فيه عيب صغير 
"عيب ..ايه يابني "
سريع اوي يا حاج ..وبيركز علي جنب واحد من الطريق ويسيب التاني 
وممنوع تفتح الشباك ... ...وحاجات كدا بتزعل الناس منه 
انا قلت اقلك بس ..اه...عشان مش تتفاجئ وبعدين تدعي عليا 
قلقتني يابني 
بس هعمل ايه يعني ... انا هتوكل علي الله واركب ...صراحه يابني الواحد زهق ..والاعلان مغري 
والراجل شكله محترم 
اه نسيت اقلك ..ممنوع تنزل في السكة 
"وحد يكون رايح الجنة وينزل في السكة "
ما انت اما تلاقيه سريع وبياكل المطبات.هتقلق وممكن تكون عايز تنزل ..ساعتها بقا مفيش نزول ....
سريع وبياكل مطبات وما افتحش الشباك ...ايه يابني 
هو عشان اروح الجنة ..اتخنق 
طب مفيش حد غيره ..بيروح الجنة 
يا راجل يا طيب ..هو لو فيه حد بيروح الجنة ..كان هيرجع !!!..وكمان هو لو بيروح الجنة ..لازم يبقي احسن واحد فينا ...مش اقل واحد فينا ..في السواقه يعني 
بس نعمل ايه بقا الناس طيبين وبيبصوا للمنظر بس ...
ما جاوبتش علي سؤالي برده يابني ...
حد تاني بيروح الجنة ؟؟
والله يا حاج هو كان فيه ...المعلم ميزان ...بس دا معدتش بيروح الجنة 


بقا بيروح جنة تانيه ..جنة السلطان 
وحلوة دي يابني ...؟؟
معرفهاش يا حاج ..اصلها بتاعه الناس الاكابر ..
اها .قلتلي ..الاكابر ..
طب والحل يابني ..؟؟
بص يا حاج اركب مع السواق اللي هناك دا ..
نظرت له فوجدته شاب ثلاثيني ..عادي المظهر 
بس دا شكله ما بيروحش الجنة يابني 
يا دي الجنة ..!!
اركب معاه يا حاج 
هو صحيح ما بيروحش الجنة 
بس بيمشي بما يرضي الله 


بقلم طاهر رضوان